في مسيرة كل لاعب محطّة تصنع الفارق وبالنسبة إلى صابر خليفة فإن مسيرته التي مرّت من الملعب القابسي إلى الترجي الرياضي إلى نادي حمّام الأنف إلى الوحدة الليبي إلى إيفيون الفرنسي ثم مرسيليا الفرنسي نهاية الان بالنادي الإفريقي. لكن مع كل محطّة من هذه المحطّات عاش صابر خليفة ذكريات مميّزة فالملعب القابسي كوّنه والترجي الرياضي قدّمه إلى الجمهور الرياضي ومع الوحدة الليبي واجه صابر خليفة الموت خلال الانقلاب الذي عرفته ليبيا ومع إيفيون أصبح نجما عالميّا ومع مرسيليا تعرّف على أفضل المستويات في العالم عندما شارك في رابطة الابطال ولكن مع حمّام الأنف عرف خليفة الإقلاع الحقيقي وسجل اهدافه الاولى في البطولة وانتقل من واقع إلى عالم جديد.
وجد راحته
مع نادي حمّام الأنف لعب صابر خليفة موسمين اخرها في 2008-2009 وخلال تجربته مع هذا الفريق برز خليفة بشكل كبير للغاية وصنع الفارق في عديد المناسبات وشكّل رفقة محمد علي الغرياني وخلفهما أنيس بن شويخة ثلاثيّا مرعبا صنع الفارق وقلب المعطيات في البطولة رأسا على عقب ما جعل الترجي يصرّ على عدم التفويت في صابر خليفة من جديد رغم أن كل الفرق في البطولة أرادت استعارته. وتغيّرت المعطيات مع ابن قابس خلال تجربته مع نادي حمّام الأنف ذلك أنّه لم ينل الفرصة كاملة مع الترجي ما جعله يصرّ على الرحيل نحو فريق من العاصمة وفعلا فإن نادي حمّام الأنف احتضن خليفة الذي نجح في تسجيل عديد الأهداف الممتازة منها هدف في مرمى وسيم نوّارة حارس الفريق الذي يملك عقده.
ومع نادي حمّام الأنف أصبح خليفة عنصرا دوليّا ذلك أنّه سجّل هدفا قاد المنتخب التونسي إلى التأهل إلى «شان 2011» عندما سجّل في المغرب ورغم ذلك فإنّه لم يشارك في النهائيّات بسبب مشاكله مع الترجي الرياضي الذي استعاده من حمّام الأنف رغم أن صابر رفض العودة ولكنّه خضع في النهاية إلى مشيئة الفريق الذي يملك عقده. والثابت أن نادي حمّام الأنف هو الذي جعل صابر خليفة يثق في قدراته ويعرف أنه لاعب قادر على صنع الفارق وهو ما جعله لاحقا يدخل في صراع مباشر مع الترجي الرياضي ويصرّ على مغادرة الفريق نحو البطولة الفرنسيّة كما أن هذه التجربة قدّمت خليفة الهدّاف الذي يمكنه اللعب في مركز قلب هجوم مثلما يمكنه الانتقال إلى مراكز هجوميّة أخرى ولهذا فقد كانت علاقته بفريق الضاحية الجنوبيّة مميزة وعلاقته بهذا الفريق والمدينة ككلّ تكون مختلفة تماما.
حضر أشهر المقابلات
خلال السنوات الأخيرة فإن مقابلة نادي حمّام الأنف والنادي الإفريقي بملعب رادس في 9 مارس 2009 هي أشهر المقابلات لأن فوز نادي حمّام الأنف يومها قلب الترتيب رأسا على عقب وفقد الإفريقي الصدارة لفائدة الترجي الرياضي وخلال تلك المقابلة الشهيرة سجّل محمد سلامة لحمّام الأنف وعدّل وسام بن يحيى ثم سجّل محمد علي الغرياني واقترب الإفريقي من التعديل ولكن هدف صابر خليفة أنهى الحماس فخسر الإفريقي 3-1 وارتقى الترجي إلى صدارة الترتيب وشهد صابر واحدة من أشهر المقابلات بين الفريقين خلال السنوات الأخيرة وهي المقابلة التي كوّنت عداوة بين الإفريقي ونادي حمّام الأنف والعداوة تهمّ طريقة تعامل الجماهير مع بعضها البعض ولا تهمّ المسؤولين وإدارة الفريقين باعتبار أن الأمور عادت إلى طبيعتها لاحقا بعد تجاوز مخلّفات تلك المباراة.
ولم يكتف صابر خليفة بما فعله خلال تلك المباراة فخلال مباراة العودة خلال الموسم الموالي أعاد الكرّة من جديد فقد ردّ مهاجم حمّام الأنف على هدفي محمد تراوري ويوسف المويهبي ولكن فريقه خسر هذه المرّة 2-1 ولم يقدر خليفة على صنع الفارق والطريف أن خليفة لم يسجّل في مرمى الإفريقي عندما لعب للترجي وسجّل مرّتين في مرمى الأفارقة عندما لعب لنادي حمّام الأنف.
أضاع البطولة فهل يعيدها ؟
بطولة موسم 2008-2009 كانت الأقرب للإفريقي خلال السنوات الماضية بما أن الفريق تصدر الترتيب قبل 6 مقابلات من النهاية وانتصر على الترجي الرياضي 3-0 في دربي الإيّاب ولكن الفريق خسرها خلال الجولة الأخيرة وهي البطولة الوحيدة التي نافس الإفريقي عليها فعليّا منذ اخر بطولة حصدها في موسم 2008ـ2009 وهذا الموسم عاد الإفريقي للعب الأدوار الأولي للمرّة الأولى منذ سنوات والفضل في وجوده في أعلى الترتيب يعود إلى صابر خليفة بلا شك فهو هدّاف الفريق إلى حدّ الان برصيد 9 أهداف وهو صاحب الرقم القياسي في عدد التمريرات الحاسمة وهو ما يكشف وزن هذا اللاعب في الإفريقي في الوقت الراهن وباعتقادنا فإن الإفريقي استفاد كثيرا من انتداب هذا اللاعب ومن المنطقي أن يفكّر منذ الان برفع الشرط التسريحي المتفق عليه مع مرسيليا الفرنسي.
وإن نجح الإفريقي في استعادة اللقب الذي يلهث وراءه منذ عديد المواسم فإن الفضل سيكون حتما لصابر خليفة لأنّه قدّم الإضافة ونجح فالانتقال من عديد المراكز الهجوميّة وهو بصدد تعويض ما كان قد خسره الإفريقي بسببه وبسبب فريقه السابق نادي حمّام الأنف.
أبو ريّان – الصحافة