أمينة الصرار في مهرجان قرطاج – دام العرض ما يقرب من ثلاث ساعات وكان متنوعا جمعا بين الموسيقى التونسية والمغاربية والإيقاعات الفلسطينية والخليجية والرقص العصري والرقص التونسي ومع ذلك فإن الجماهير طالبت الفنانة أمينة الصرارفي مهندسة سهرة 13 أوت بمهرجان قرطاج الدولي والتي صادفت الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة، طالبتها بالمزيد وخاصة بأغاني اشتهرت بها أمينة الصرارفي وفرقة العازفات، ومن بينها “بحذا حبيبتي تحلا السهرية “.
في الأثناء كانت أمينة الصرارفي وضيفاتها من المطربات والعازفات من عدة أنحاء من العالم قد قمن برحلة طويلة في عوالم موسيقية متنوعة تنطلق من تونس وتعود إليها.
وبين فقرة لضيفة من ضيفات أمينة وفقرة أخرى تتحف فرقة العازفات الجمهور بمعزوفات وأغنيات طرب له الجمهور من بينها “تحت الياسمينة فلي الليل” للهادي الجويني و”ليالي الأنس في فيانا” للمطربة اسمهان وكان العرض قد انطلق بقطعة من تلحين فيصل القروي بعنوان “قمر قرطاج” كرمت من خلالها أمينة الصرارفي زوجها الموسيقي الراحل وللإشارة فإن أمينة الصرارفي افتتحت العرض بتكريم زوجها واختتمته بتكريم والدها الفنان الكبير الراحل قدور الصرارفي الذي أهدته أغنية “كمان والدي” بالفرنسية.
السهرة عزفت على نخب العادات والتقاليد للبلدان المشاركة في السهرة فإن كانت فرقة العازفات انطلاقا من قائدة الفرقة وهي أول امرأة تونسية وعربية تقود فرقة موسيقية منذ سنة 1992 معروفة باعتمادها للباس التقليدي التونسي فإن كل الضيفات ارتدين بدورهن ملابس تقليدية مميزة لبلدانهن بطلب من مهندسة السهرة كما هو واضح. فكانت الألوان متعددة ولمعت خيوط الفضة والخيوط الذهبية من الفساتين المزركشة والمطرزة والتقت فسيفساء الألوان بفسيفساء الإيقاعات فشكلت سمفونية جميلة حتى وإن طال السهر بعض الشيء وحتى وإن خفت الإيقاع في بعض الأحيان.
الضيفة الأولى التي أطلت على الجمهور التونسي وسط الزغاريد الجزائرية هي المطربة وعازفة العود ليلا برصالي التي أدت من التراث الموسيقي الجزائري لتليها الفنانة الموريتانية منى دندني وهي عازفة على آلة تقليدية (الكورا) وقد تفاعل الجمهور بقوة معها عندما أدت بالخصوص الأغنية الشهيرة بصوت معلومة بنت الميداح ” حبيبي حبيتو” أما اليابانية “فيمي هيهارا” فقد طرب لها الجمهور واستلطف عزفها على آلة “الكوتو”وطرب لمشاركتها فرقة العازفات عزف لحن ” يا معذبتني بزينك”.
الفنانة الفلسطينية سناء موسى هي الضيفة الثالثة التي أطلت على الركح بدعوة من أمينة الصرارفي التي قدمت سهرة هي عبارة عن لوحة فسيفسائية مختلفة الألوان والأشكال توحد بينها اللغة العالمية لغة الموسيقى. قدمت أغنية من التراث وأغنية ثانية لفيروز “عالروزانا” ليستقبل الجمهور فيما بعد المطربة وعازفة القانون الأرمينية “حاسميك ليلوليان”.
استقبلت أمينة الصرارفي كذلك ضيفة من المغرب وهي المطربة 
وعازفة الآلطو خولة بن زيان التي أتحفت الجماهير باغنية مغربية معروفة ومحبوبة في تونس وهي ” يابنت بلادي “ وكانت مفاجأة السهرة عازفة الكمان العالمية ياسمين عزيز ذات الطلة الجميلة وقد عزفت ياسمين عزيز بطريقتها الخاصة وبحرفيتها المعهودة فحولت المسرح إلى حديقة غناء نستمع فيها إلى ترانيم العصافير لاسيما لما أدت مقطوعة لبيزي قبل أن تتحف الجمهور بمقطوعات من لحن” آه يا خليلة “ للمطربة صليحة وقد راوحت في إطلالتها بين العزف الفردي والعزف برفقة العازفات وربما لم تعد تحتاج ياسمين عزيز الفنانة التونسية اللامعة إلى تقديم لكن وجبت الإشارة إلى أن فقرتها ولو كانت قصيرة كانت من أجمل اللحظات في هذه السهرة المتنوعة وذات الإيقاعات المختلفة.
أما إطلالة التركية فيليس العازفة على آلة نفخ تقليدية تركية والتي رافقتها مطربة تونسية تؤدي باللغة التركية فقد كانت طريفة وبعثت أجواء مرحة في المسرح الأثري بقرطاج وكانت فقرتها ظريفة جدا وعزفها ممتعا.
ربما لم تعد فرقة العازفات بدورها تحتاج لتنويه فقد أصبحت هذه الفرقة علامة مميزة في ساحة الغناء والعزف لكن لابد من الإشارة إلى أنه يحسب لهذه الفرقة جديتها وحرفيتها ولعلنا نخص بالذكر مجموعة العازفات على آلات الإيقاع فقد أتحفن الجماهير بقطع متقنة دون وكذلك العازفات على الآلات الوترية وتلك الإرتجالات الممتعة لا سيّما منها على آلتي الكمان والعود ولا ننسى بطبيعة الحالة الحضور المتميز لآلة القانون.
