على الواب … اليقظة ليها أسباب
في إطار التطّور التكنولوجي والمعلوماتي المطرد الذي يشهده العالم وما يحدثه من تأثيرات وتغييرات شاملة على مستعملي التكنولوجيات الحديثة للإتصال والمعلومات، أصبح الشاب التونسي (الطفل والمراهق) من أكثر مستخدمي الأنترنات من خلال استعماله لكل الوسائل المتاحة على اختلافها من حواسيب ولوحات رقمية وهواتف ذكية.
ولئن يعدّ هذا الأمر مؤشرا إيجابيا يعكس المستوى التكنولوجي والعلمي الذي بلغه الشاب التونسي، غير أنّ الأمر لا يخلو من وجود مخاطر عديدة قد يتعرّض لها مستخدمي الأنترنات خاصة في صفوف الأطفال والمراهقين، وهي فئة اجتماعية حساسّة وجب التعامل معها بكل وعي وحذر لضمان تأطيرها دون الإضرار بالحرية الشخصية والحق في الاختيار وتكوين الذات.
مخاطر الشبكة وعواملها …
ورغم تعددّ وتنوّع هذه المخاطر، فإنه يمكن تبويبها إلى مستويين إثنين: مخاطر تمس ذات الشاب مباشرة على غرار استدراجه وإغوائه لانتزاع معطيات شخصية عنه ومعلومات عن محيطه الأسري تستخدم فيما بعد للإيقاع به أو لتنفيذ بعض الخطط المرسومة مثل السرقة أو التجسس أو انتحال الشخصية، وقد يصل الأمر الى التجنيد والزج به في متاهات خطيرة ، مثل ما يحدث الآن مع بعض الشباب، وهو ما يصطلح على تسميته بعملية الاصطياد.
أما المستوى الثاني من المخاطر والذي لا يقل أهمية عن المستوى الأوّل فيتمثّل في المخاطر التي تمّس المحيط الأسري للشاب، حيث أنّ الاستعمال المفرط واللاّمسؤول للأنترنات من شأنه أن يبني حاجزا بينه وبين أسرته ويجعله يلتجئ إلى عالم افتراضي بحت يغيّبه عن الواقع ويزيد في عزلته عن محيطه الأسري.
وعلى الرغم من غياب إحصائيات دقيقة وواضحة ترصد خطورة التعرض لهذه المخاطر ببلادنا، إلا أنّ الأمر أصبح ظاهرة لافتة للإنتباه لا يمكن التغافل عنها وقد أكّدت على وجودها بعض الهياكل المختصة على غرار الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية التي أبرزت وجود مخاطر قد يتعرّض لها مستخدمي الأنترنات دون دراية أو وعي مسبق.
وللإشارة، فإنّ الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية تقدّم الإحاطة والمساندة الضروريتين لجميع مستعملي الشبكات المعلوماتية والأنترنات وذلك عبر مركز النداء : 71843200 وعبر البريد الإلكتروني : assistance@ansi.tn و enfants@ansi.tnوعبر موقع الواب: www.ansi.tn و http://enfants.ansi.tn. كما توفر الوكالة آليات السلامة من المجال الحر وتضعها على ذمة طالبيها على موقعها على شبكة الأنترنات المذكور آنفا.
محاور الحملة التحسيسية…
وتندرج الحملة التحسيسية التي تتزامن مع العودة المدرسية والتي تؤمّنها الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية بالشراكة مع كراس “سلكتا” ضمن مهام الوكالة الهادفة إلى دعم التحسيس والوعي بمجال السلامة المعلوماتية والتعريف بالمخاطر الممكنة على شبكة الأنترنات وبسبل الوقاية والحماية منها وذلك من دون تهويل أو تخويف.
وتنتظم هذه الحملة التحسيسية تحت شعار “على الواب ..اليقظة ليها أسباب” وهي دعوة إلى كلّ شاب تونسي (طفل أو مراهق) إلى اتباع الحذر واليقظة عند استعمال الشبكات المعلوماتية والأنترنات.
وتحاول الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية من خلال هذه الحملة التحسيسية وضع نصائح عملية بسيطة وناجعة بين يدي الشاب التونسي عبر كراس “سلكتا” وذلك كوسيلة للتوعية.
وقد ارتأت الوكالة أن تتعلق نصائحها خلال هذه الحملة التحسيسية بثلاث محاور رئيسية وهي :
• سرقة الهوية على الأنترنات،
• الإبحار الغير آمن على الشبكة،
• عدم الكشف عن البيانات الشخصية.
وذلك من خلال مجموعة من النصائح نذكر من بينها :
• إجتناب الإجابة عن أسئلة أشخاص غير معروفين وعدم القبول بمقابلتهم دون معرفة سابقة ودون إعلام الأولياء،
• التشاور مع الأولياء واستفسارهم في جميع الأمور التي تستحق الشرح والفهم،
• توخي الحذر عند تسجيل الدخول للمحافظة على كلمة السر الخاصة وحمايتها من السرقة مع العمل على اختيار كلمة سر تستجيب لشروط السلامة.
وتهدف الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية من خلال القيام بهذه الحملة التحسيسية بالتعاون مع شركة “سلكتا” إلى إضفاء النجاعة والتصرف الفطن من قبل الشاب التونسي مع التعامل مع الشبكات المعلوماتية والأنترنات.
وأكدت المسؤولة على التسويق بشركة “سوتيفي” المنتجة لكراس “سلكتا”، أن كراس “سلكتا” يعتبر منذ سنوات وسيلة تحسيس مهمة للعديد من المنظمات كاليونيسف وغيرها، وبعد مشاركتنا في حملات الحق في الدراسة وحملات ترسيخ مبادئ المواطنة للأطفال، فكراس “سلكتا” يساهم هذه السنة في توعية الشباب وحثهم على استعمال الأنترنات بحذر ويقظة، ولذلك فإنّ هذه الحملة سيكون لها تأثير مهم على المتلقين لرسالة “على الواب ..اليقظة ليها أسباب”