حزب العمال – تزايدت في المدة الأخيرة مظاهر الاحتجاج الجماعي والفردي الذي وصل حد إضرام النار في النفس مما أودى بحياة شاب أمام ولاية صفاقس وحالة خطيرة لعون ديوانة في المنستير، فيما أنقذ عمال شركة الخدمات البترولية في صفاقس زميلهم من موت محقّق بعد سكب كمية من النفط على جسده، وعمد مجموعة من المواطنين في أريانة لخياطة أفواههم احتجاجا على رفض السلط لتنظيم قطاعهم بعد هدم”برارك” الانتصاب العشوائي التي أقاموها سابقا، وفي نفس الولاية حاول كهل الانتحار شنقا بعد أن هدمت الشرطة البلديّة “كشك” إبنه، مورد رزقه الوحيد.
إن هذه الحالات ليست منعزلة ولا فاقدة للمضمون بل هي رسائل واضحة من أكثر الناس فقرا وإحساسا بالحقرة والتهميش.
إنّ حزب العمال، المنحاز بإطلاق لجماهير الكادحين والمهمّشين في المدن والأرياف:
- ينبّه الى تنامي هذه الظاهرة والتي ليست سوى دليلا إضافيا على حالة اليأس والإحباط التي تطال الجماهير الشعبية التي ترى بأمّ عينها تبخّر تطلعاتها وآمالها في الكرامة والعدالة، وهوما ثارت من أجله وخلعت الدكتاتور، بحكم تتالي تربّع القوى الليبرالية التابعة على الحكم مواصلة تطبيق نفس سياسات التفقير والتهميش التي زادت الأثرياء واللصوص غنى، والفقراء مزيدا من الفقر والبؤس والحرمان.
- يعتبر أن انتشار هذه الظاهرة هو علامة على عمق الاحتقان الذي يطال أعدادا متزايدة من فئات الشعب التونسي بما يمكن أن يعزّز ردود الأفعال المهدّدة للمجتمع بما في ذلك تغذية اتّجاهات التعصّب والانغلاق والنقمة وكره الوطن والالتحاق بالعصابات الإرهابية في تونس وخارجها.
- يعتبر هذه الظاهرة دليلا قطعيا على فشل خيارات الحكومة ومن ورائها الائتلاف الحزبي اليميني والذي يؤكد مشروع ميزانيته للعام القادم إصراره على مزيد تفقير الشعب وتحميله فاتورة أزمة لم يتسبب فيها، فضلا عن مزيد رهن البلاد والتفريط في مقدراتها لصناديق النهب، ومواصلة مهادنة أباطرة التهريب وتخريب البلاد، وعدم الجدية في محاربة الفساد والبيرقراطية واحتقار المواطنين ورهن التعيينات في مختلف مراكز القرار للمحاصصة الحزبية والمافيويّة.
- يدعو الشعب التونسي إلى النضال من أجل حقه في التنمية والتشغيل والحياة الكريمة عبر الاحتجاج الجماعي السّلمي والمنظم، باعتباره الطريق الأسلم لرفع المطالب وافتكاك الحقوق والتصدّي للسياسات اللاّشعبيّة.
*عاش نضال الشعب التونسي.
*تسقط خيارات التفقير والتهميش.