عين دراهم – اكثر من عشرين تلميذا انقطعت بهم السبل عن الدراسة وعادوا إلى المدرسة الابتدائية “الرويعي” بجبل دينار على الحدود التونسية الجزائرية وهذا ما أثلج صدور عدد من النقابيين العاملين بالنقابات الأساسية للاتحاد البنكي للتجارة والصناعة الذين أمنوا زيارة جديدة للمدرسين والتلاميذ في محيطهم الطبيعي. التلاميذ المنقطعون عادوا إلى مدرستهم ووفر لهم أعوان البنوك من النقابيين وسائل الدراسة.
أكد محمد مملوك المنسق العام لنقابات الاتحاد البنكي للتجارة والصناعة وهي المؤسسة البنكية المشغّلة لأكثر من 1200 عون وتضم 111 وكالة أن المسار الاجتماعي متلازم مع المطالب المادية في عمل النقابيين في المؤسسة.
القطع مع معاناة التلاميذ
الزيارة الأخيرة التي تمت آخر الأسبوع سبقتها زيارات منذ 2013 حيث وقف أعوان المؤسسة من النقابيين على احتجاجات المدرسة من اللوازم والتجهيزات بعد أن شاهدوا خلال سفراتهم إلى حمام بورقيبة معاناة التلاميذ.
معاناة التلاميذ تنطلق من أزمة النقل بين التجمعات السكنية المتاخمة للمدرسة الابتدائية الرويعي بجبل الدينار مثل أولاد مسلّم والكريمة وأهالي جبل الدينار.
محيط آمن للمدرسة
وقف النقابيون على معاناة التلاميذ والإطار التربوي من المعلمين والعملة فكانت المبادرة الأولى بتسييج محيط المدرسة وإضافة أقسام أخرى في المؤسسة التربوية وذلك بالتنسيق مع السلط المحلية والجهوية.
أصبح محيط المدرسة مغريا للتلاميذ والأولياء الذين شجعوا الأبناء على العودة إلى مقاعد الدراسة وكانت أحلامهم متنوعة بعد أن وفرت لهم النقابات الأساسية من تونس إلى صفاقس مرورا بسوسة وسائل العلم والمعرفة.
قيم العمل الاجتماعي
قال محمد مملوك المنسق العام للنقابات الأساسية بالاتحاد البنكي للتجارة والصناعة وقد حضر مع العضويين الهادي الزيدي وفاضل عبيشو إن المجهود سيستمر وانتقد “هبّة” الجمعيات بعد الثورة وكذلك الأحزاب. مبيّنا أن نشطاء الجمعيات والأحزاب كانوا قد بذلوا ما عليهم ولكنهم أخلوا بالتزاماتهم بعد الاستحقاقات الانتخابية وهذا ما يعاب على البعض منهم.
الآن ونحن نحتفل بذكرى الثورة لا بد من تسليط الضوء على معاناة التلاميذ والأولياء في مختلف المناطق الحدودية ورفع المعاناة يتطلب تدخّلا دون حسابات وهذا ما قامت به نقابات المؤسسة البنكية في تناغم بين أعضائها والإدارة العامة.
وسائل النقل تم تأمينها لنقل التلاميذ ومطعم المدرسة مجهّز وينتظر أن يحصد النقابيون والأولياء والإطار التربوي نتائج ما زرعوا خلال امتحانات آخر السنة وفي الأثناء فإن زيارات التفقد الشهرية للنقابيين ستتواصل وكل موظف سيساهم في المجهود العام بدفع المال وجزء من المرتبات.