افتتح الفنان “لطفي بوشناق” رفقة الصوت المتميز “إيناس شطورو” سهرات الدورة الثالثة لأيام قرطاج الموسيقية التي تنتظم كل ليلة في قاعة الريو انطلاقا من الساعة التاسعة.
كعادته كان “لطفي بوشناق” مصحوبا بفرقة أشبه بالتخت، واحترم شروط هذا التخت من مقدمة موسيقية، وموشحات، مع تقسيم على آلة القانون، وصولوات صفق لها الحاضرون على آلة الكمنجة، لكنه اختار أن يكون عرضه أشبه بالنشيد الوطني، قدم فيه عددا من الأغاني الوطنية ومقاطع شعرية، ولم يستجب إلى مقترحات الحاضرين بل إنه رد على أحد المطالبين بأغنية “هاذي غناية ليهم” قائلا “عندي ما خير”، والأفضل هو ما اختاره “بوشناق” على مدى ساعة ونصف، واستهله بأغنية “يا بلادي”، “صرخة مغني”، “الناس تخاف بعضها وتخوف السلطان” من قصيدة “العنبرة” للشاعر الكبير “أحمد فؤاد نجم”
مرت السهرة بهذا النشيد الوطني الملتزم، استعاد فيه الحاضرون أجواء النضال باثنين من أهم رموزه “الشيخ إمام” و“أحمد فؤاد نجم”، وقطع “بوشناق” مقترحاته الغنائية بين الحين والآخر بتدخلات شعرية مثل “الخلاصة”، “الله يسامحك يا ريح” وغيرهما…
وعلى الرغم من تصفيق الجمهور وإعجابه بهذه الاختيارات، إلا أنه كان يريد أن يستمع إلى بعض المقترحات من “ريبرتوار” بوشناق الخاص، فاستجاب المطرب وغنى “خذعني” ولكنها أغنية لا تنحرف عن التوجه العام للسهرة:
-
خذعني خذعني خذعني
-
ضربني الزمان وجعني
-
ثماش ثنية يامة
-
لبطنك ترجعني
شاركت في العرض أيضا الفنانة “إيناس شطورو” وهي صوت متمكن من الآداء الطربي، وقد أظهرت الكثير من البراعة في آدائها لأغنية “ما نسيتك” و”غني يا فنان” التي قدمها “لطفي بوشناق” منذ سنوات في شكل دويتو مع الفنانة المغربية “كريمة الصقلي”
كانت دعوة رقيقة للغناء وجهت إلى كل فناني تونس في اختتام أولى سهرات الدورة الثالثة لأيام قرطاج الموسيقية… سهرة طربية بامتياز بشيء من الالتزام والانحياز لما يعرف بالأغنية البديلة