المنبر التونسي (إعلام وطني بناء) – في إطار السعي لتبادل التجارب والخبرات في مجال الإعلام، ونظرا لما لكون تونس تعتبر استثناءا في الحوار وفي مناخ الديمقراطية، تم تنظيم الحوار الأورومتوسطي الأول حول الإعلام بتونس. حيث حضر فعاليات هذا الحوار، الذي تم تنظيمه يوم 15 و16 مارس 2017، خبراء في الميدان الإعلامي وإعلاميين متميزين وسفراء من عدة دول، لتبادل التجارب والخبرات في المجال الإعلامي.
الوزير لدى رئيس الحكومة مكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، مهدي بن غربية، أكد على أن العالم يطرح تحديات كبرى في مستوى الإعلام الذي أصبح يحتل المراتب الأولى باعتباره قاطرة لتحقيق الانتقال الديمقراطي. مضيفا أن "تعزيز الإعلام هو قطاع استراتيجي".
مهدي بن غربية، أكد "للبيئة نيوز" أن " الإعلام ساهم في إيجاد مناخ السلم الأهلي"، مشددا على ضرورة هذا الحوار لتبادل التجارب. وعن الإعلام في المجال البيئي، فقد بين أنه "يجب أن يلعب دورا مهما في البيئة".
رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، ناجي البغوري أكد في مداخلته التي ألقاها بالمناسبة، أن "تونس بلدا نموذجا تحاول أن تكون استثناءا في الحوار وفي مناخ الديمقراطية". كما بين أنه وإن كانت حرية الصحافة هي أهم نتائج ثورة 2011 فهذا لا يجب أن ينسينا أن حرية التعبير وحرية الصحافة كانت أهم عامل من عوامل تواصل تجربة الانتقال الديمقراطي، فالإعلام كان من ندد بخطر الإرهاب وكان الجبهة الأولى للدفاع عن التجربية الديمقراطية، فمن خلال أمكن فتح نقاش حقيقية حول المخاطر التي تهدد الدولة.
ناجي البغوري، اغتنم المناسبة ليذكر بدور الإعلام في حكم الترويكا حيث دعا إلى ضرورة حمياة المؤسسات الديمقراطية. وبالتالي " فإن تحدثنا عن عملية الإصلاح من أجل انتقال ديمقراطي حقيقي فلا ننسى أن نتحدث عن الإعلام، وعن مقامة الهيمنة على وسائل الإعلام من قبل المجتمع المدني. خلاصة القول أن إنجاح التجربة الديمقراطية لا تكون دون إعلام حر وتعددي". هنا تكمن أهمة الوقوف عند كل التجارب، وهذا اللقاء سيكون فرصة للوقوف على كل نقاط التعثر الحقيقية نحو توفير ضمانات تتمثل في حماية الصحفيين.
أما رئيسة النقابة التونسية للمؤسسات الإعلامية، أمال المزابي، فقد اقتصرت في مداخلتها على طرح الأسئلة، وقد يكون هذا أمرا مقصودا لأنها رأت أن الحديث سيؤدي بها إلى طرح الكثير من إشكاليات التي لا تتناهي والتي قد تتطلب وقتا كثيرا.
"هل أن ما حققناه كمؤسسات إعلامية خلال السنوات الأخيرة والمكتسبات، تشفي غليل المتلقي ؟" هو سؤالها الأول الذي يخفي وراءه إجابة تتمثل في عدم الرضا. وكأنها ارتأت أنا لا تقول أنه ورغم ما حققه الإعلام من مكتسبات أشادت بها بلدان فإن هذا غير كاف.
"إلى أي مدى استطعنا أن نحقق تقدما ونخرج من المفعول به إعلاميا وأصبحنا فاعلين في مجال الإعلامي على المستوى المحلي وعلى المستوى الدولي ؟"، سؤال آخر طرحته رئيسة النقابة التونسية للمؤسسات الإعلامية. لتبين أنه وإن كان الإعلام على المستوى المحلي فاعلا، فإنه على المستوى الدولي هناك نقص كبير.
أما سؤالها الأخر وهو "إلى أي مدى يمكن أن تشكل الحرفية همّا أساسيا بالنسبة للمؤسسات الإعلامية ؟". ولا أن نشير هنا إلى أن الحديث عن الحرفية يكمن في مستوى التحرير في مختلف الأشكال الصحفية.
سفير فلسطين، هائل الفاهوم، أكد أن الإعلام يلعب دورا مركزيا في توعية المواطن والمجتمعات ككل، مضيفا أن الحوار نقطة أساسية لفرض نوع من الاحتراف المتبادل بين الأطراف، خصوصا وأن الاستراتيجية التي يقوم عليها العالم في إطار معاملته الحالية هي نظرة فوقية للشمال على الجنوب.
" من الضروري نقل رسالة سلام حقيقية إلى الجتمعات، في اللحظة التي نستطيع أن نبني فيها أرضية مبنية على الاحتراف المتبادل بين أقطاب العالم الكبرى والصغرى. وذلك في إطار التفكير في استراتيجية جديدة مبنية على مراكمة الحلول وليس مراكمة الحروب".
فالإعلام، في نظره، يمكن أن يكون له دور سلبي من خلال نقل أخبار مزيفة غير موضوعية بتسميات مختلفة، ويمكن أيضا أن يكون له دور إيجابي بناء من خلال طرح المعطيات الموضوعية لأي قضية، "فنحن بحاجة إلى الإعلام الوطني البناء، نحن بحاجة إلى تبسيط الخبر الموضوعي أمام المواطن البسيط حتى يتمكن من تطوير إطاره الفكري في إطار تحليل القضايا المعقدة واستنتاج التوجهات الإجابية في إطار استراتيجية مراكمة الحلول وليس مراكمة المواجهات والانقسامات والتطرف.