المنبر التونسي (بيان حزب العمال) –
أيّتها العاملات، أيّها العمّال:
تحتفل الطبقة العاملة وكلّ الشغّالين بتونس مع كافّة شعوب العالم بالعيد العالمي للعمّال وفاء منها لتضحيات عمّال شيكاغو بالولايات المتّحدة الأمريكية في مطلع 1886 دفاعا عن الشّغل القار والتقليص من ساعات العمل وتوفير أسباب العيش الكريم، وتوقا منها للتحرّر الوطني والانعتاق الاجتماعي في أفق القضاء على استغلال الإنسان للإنسان، وتكريسا منها لشعار شغيلة العالم "يا عمّال العالم اتّحدوا" وتجسيدا منها للتّضامن الأممي بين الشعوب المضطهدة.
أيّتها العاملات، أيّها العمّال:
إننا إذ نعتزّ بالمكاسب الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة المهمّة التي حقّقتها الطبقة العاملة وكافّة الشغّالين خلال مسيرتهم النضاليّة، وإذ نفتخر بحركتهم النّقابية الرائدة، فإنّنا وبعد 6 سنوات من ثورة 14 جانفي 2011 المجيدة، نجد الطبقة العاملة والشّعب يواجهان نفس الحكومات اليمينية الرجعيّة المتعاقبة على الحكم – وإن تغيّرت أشكالها – بنفس منوال التنمية الفاشل الذي ثار ضدّه الشعب التونسي، والذي ظلّ ومازال يكرّس التبعيّة والتنكّر للاستحقاقات الأساسيّة لثورة الحرّيّة والكرامة والعدالة الاجتماعيّة، ممّا تسبّب في شبه انهيار اقتصادي وانخرام للتّوازنات الماليّة والتّجاريّة العامّة وارتفاع غير المسبوق للمديونية وتفاقم البطالة خصوصا لدى أصحاب الشهائد، والالتهاب الجنوني للأسعار، والتدهور المستمرّ للمقدرة الشرائيّة وتفاقم الفقر والتّهميش، في حين تتكدّس الثروة المشبوهة بين حفنة من الأغنياء والأثرياء المتهرّبين من الضرائب والنّاشطين في اقتصاد التّهريب والجريمة والاستثمار في الإرهاب والفالتين من المحاسبة، القدامى منهم والجدد، بتواطؤ من حكومة الفساد التي تستحثّ الخطى من أجل إعادة تمرير قانون المصالحة الاقتصاديّة والماليّة السيّء الذّكر للمرّة الثّالثة على التّوالي.
أيّتها العاملات أيّها العمّال:
يعود العيد العالمي للعمّال من جديد في ظلّ انعدام الشّغل القار للشباب المعطّل عن العمل والذي يرزح تحت وطأة البطالة والفقر والمنتفض لأكثر من شهر في تطاوين وقفصة والقصرين والقيروان وسليانة وجندوبة وغيرها من الولايات، وفي ظلّ توسّع التحركات الاحتجاجية المتسارعة كلّ يوم، ممّا يعمّق الأزمة الاجتماعيّة لحكومة يوسف الشاهد الفاشلة بأزمة سياسيّة حادّة يحكمها صراع المواقع وحرب الخلافة واقتسام المغانم والتّرضيات في التّعيينات، كما يحكمها الفساد والتّلوّث السّياسي والانتهازيّة في المواقف المتقلّبة، إذ تعمل كلّ الأطراف الحاكمة على إيجاد قدم لها في السّلطة وأخرى في المعارضة حتى لا تتحمّل مسؤوليّة الفشل، والحال أنّ الفشل عام وشامل لكل منظومة الحكم الرئاسية والحكومية والبرلمانية التي استوفت كلّ خراطيشها وانكشفت على حقيقتها للشعب.
أيّتها العاملات، أيّها العمّال:
أمام هذه الأوضاع السّياسية والاجتماعية المتأزّمة، لا يسع حزب العمّال إلاّ أن يحيّي نضالات الطبقة العاملة والشعب التونسي في تشبّثه بتصحيح المسار الثوري وإصراره على مقاومة سياسة الائتلاف اليميني الرّجعي الحاكم، كما يملي عليه واجبه الوطني اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، المساندة المبدئيّة لكل التحرّكات الاحتجاجيّة المدنيّة والسلمية المشروعة من أجل الحقّ في الشغل القار والتنمية والعدالة الاجتماعية، ولا يفوته أن ينوّه بنضالات الحركة الديمقراطيّة ونضالات النقابيّين في الاتحاد العام التونسي للشّغل ذوْدًا عن استقلالية وديمقراطية ونضاليّة العمل النقابي، داعيا إيّاهم إلى مزيد التشبّث بمطالب الثورة والدفاع عن المقدرة الشّرائية المهترئة باستمرار، وإيقاف لهيب الأسعار وفرض العدالة الجبائيّة.
إنّ حزب العمّال – كما عهدتموه دائما، يعاهد الطبقة العاملة والشّعب على المضيّ قدما في التصدّي لمسار الالتفاف على الثورة والنّضال بين صفوف الجماهير وتصدّر تحرّكاتها المدنية من أجل تغيير حقيقي لميزان القوى على الأرض، وهو يهيب بكلّ القوى الثورية والتقدّمية مزيد التكتل والتوحّد وابتكار كلّ الأطر النضالية المناسبة لرفع الجاهزيّة السياسيّة والتنظيميّة للمعارضة الديمقراطية من أجل مواجهة أعداء الثورة في الدّاخل والخارج.
- عاشت الطّبقة العاملة
- يسقط الائتلاف اليمينيّ الرّجعي الحاكم