المنبر التونسي (أودري أزولاي) – قال مصدران دبلوماسيان يوم الجمعة 13 أكتوبر 2017، إن “منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) اختارت الفرنسية أودري أزولاي مديرة عامة جديدة للمنظمة”.
ووفق النتائج الرسمية، حصلت أزولاي على ثلاثين صوتا (30 صوتا) فيما حصل الكواري على 28 بين الأعضاء ال58 للمجلس التنفيذي، على أن يصادق المؤتمر العام للدول الاعضاء في المنظمة على هذه النتيجة في العاشر من نونبر المقبل.
وتعتبر أودري، ابنة أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس.
من هي أودري أزولاي:
أودري أزولاي من مواليد أغسطس 1972 في باريس، وهي من عائلة مغربية يهودية يسارية ترسخت جذورها بين ضفتي البحر الأبيض متوسط، وبالضبط بين عاصمتي فرنسا والمغرب، فهي ابنة أندريه أزولاي مستشار الملك محمد السادس وقبله والده الحسن الثاني، وأمها كاتبة وعمتها صحفية في مجلة “تيليراما” الفرنسية.
تخرجت أزولاي عام2000 من المدرسة الوطنية للإدارة، وهي إحدى أعرق المدارس الفرنسية والتي تخرج منها عدد كبير من كبار المسئولين بينهم الرئيس السابق فرانسوا أولاند والرئيس الحالي ماكرون.
في سبتمبر 2014، انضمت إلى طاقم الرئيس أولاند كمستشارة للثقافة والاتصال. وكانت قبل ذلك مسئولة بارزة في المركز الفرنسي للسينما حيث بقيت حتى تعيينها وزيرة قاضية في محكمة المحاسبة.
وبعد تعيينها وزيرة للثقافة، أصبحت ثالث وزيرة في حكومة اولاند من أصل مغربي إلى جانب نجاة فالو بلقاسم وزيرة التربية ومريم الخمري وزيرة العمل.
وبحسب مجلة “ليكسبريس” الأسبوعية الفرنسية، فإن تعيين أودري مستشارة لأولاند في سبتمبر الماضي كان عن طريق الصدفة. وقالت الأسبوعية إن الأخير تعرف عليها خلال رحلة قام بها في أبريل الماضي للمكسيك حيث كانت أزولاي ضمن الوفد المرافق له. وقرر تعيينها مستشارة له في قصر الإليزيه.
كان لأولاند دورا بارزا في ترشح أزولاي لرئاسة اليونسكو، فقد دفعها إلى ذلك مخالفا قاعدة أخلاقية راسخة غير رسمية تمنع أي دولة تحتضن مقر منظمة دولية أن تقدم مرشحا لإدارتها. وأثار القرار انتقادات سياسية وثقافية لاذعة، واتهم البعض فرنسا بأنها أهانت “الدول العربية” التي تلقت ضمانات بإحراز المنصب.
نشرت مجموعة من 50 مثقفا عربيا عريضة وجهتها لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان احتجاجا على خوض أزولاي السباق لرئاسة اليونسكو.
وردت أزولاي على الانتقادات في حوار لمجلة “جون أفريك”، قائلة: “لم يأت دور الدول العربية ولا دور فرنسا لرئاسة المنظمة، ولكن دور اليونسكو التي بحاجة لدخول الألفية الثالثة”. وتابعت: “اليونسكو هي معرفة الآخر، وأنا مستعدة لتولي المنصب لأنه رمز للقيم العالمية والإنسانية”، وأشارت في حوار آخر أنها تربت في بيئة يسارية مسيسة حيال الصراع العربي الإسرائيلي، دون توضيح ما تقصده بهذا
على الرغم من أنها دخلت السباق في اليوم الأخير من إيداع ملفات الترشح، أي بتاريخ 15 مارس الماضي إلى جانب 6 مرشحين آخرين من أذربيجان والصين ومصر ولبنان وقطر وفيتنام، إلا أن أزولاي تمكنت من فرض نفسها والصراع على الفوز حتى النهاية.
وقال أحد مستشاريها إن أزولاي لديها مشروع طموح وجيد، مضيفا أنها نجحت في حشد الدعم السياسي اللازم في وقت قصير مقارنة بمنافسيها، مذكرا بأن إيرينا بوكوفا الرئيسة المنتهية ولايتها لليونسكو لم تكن مرشحة للفوز في 2009.