المنبر التونسي(طريق الحرير)-انضمت تونس إلى برنامج “طريق الحرير” الصيني الذي يهدف إلى دعم العلاقات والتعاون الدولي على جميع الأصعدة لا سيما في المجال الثقافي مع مختلف المنظمات غير الحكومية ومكونات المجتمع المدني في العالم.
وتحتضن حمامات أنطونينوس بقرطاج مساء يوم الاثنين 16 جويلية الجاري الحفل السمفوني الضخم “طريق الحرير” في ثاني عرض له بعد النجاح اللافت الذي حققه في عرضه الأول بمقر الأمم المتحدة بجنيف يوم 14 أكتوبر 2017.
الحفل السمفوني “طريق الحرير” الذي سيتم عرضه في مختلف عواصم منطقة البحر الأبيض المتوسط في إطار انفتاح الثقافة الصينية على مختلف الضروب الحضارية، سيكون بقيادة المايسترو الاسباني بابلو مياغلو الذي يعد من ألمع الأسماء الموسيقية السمفونية في اسبانيا حيث أشرف على القيادة الموسيقية في أكبر المسارح بأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والشرق الأوسط.
هذا العمل الفني المصنف وفق المختصين في البحث الموسيقي ضمن الأعمال ذات الجودة الفنية الرفيعة المستوى سيتم تنفيذه صوتيا من قبل أصوات سمفونية من الصين ومن قبرص وتركيا ومصر وتونس لتتكامل جمالية مضامينه مع التنويعات والاختيارات المقامية والصوتية ليكون العرض ترجمة فنية للانفتاح والتلاقح الحضاري وتكريسا لثقافة الحوار والتسامح.
ويتضمن هذا العرض الذي يستغرق ساعة ونصف، 15 فقرة من العزف والغناء السمفوني بمشاركة كل من الصوتين الاوبراليين حمادي لاغة وأميرة دخلية من تونس، وتسجل عناصر هامة من الأوركسترا السمفوني التونسي حضورها في هذه الأيقونة السمفونية وهو ما يؤكد عراقة الأوركستر السمفوني التونسي التي تأسس سنة 1969 من قبل وزارة الثقافة التونسية تحت إشراف صالح المهدي، وهو اليوم مؤسسة مرجعية ضمن مؤسسات مدينة الثقافة تحافظ على عراقتها ومكانتها الفنية لتشرف اليوم المشهد الثقافي التونسي بمشاركة متميزة في تقديم العرض السمفوني العالمي “طريق الحرير”.
واعتبارا للخصوصيات الفنية والأهداف الثقافية والحضارية السامية لعرض “طريق الحرير”، تم اختيار منتزه حمامات أنطونينوس لتقديم هذا العمل السمفوني تماشيا مع طابعه الفني الراقي، و يشّكل هذا المنتزه المتواجد في الموقع الأثري لقرطاج، أغنى وأفخم مجموعة أثرية الواقعة على شاطئ البحر، بالقرب من موانئ عتيقة، كما يشمل في الجهة المقابلة، حدائق تحتوي على آثار تعود إلى فترات مختلفة من العصور القديمة.
وتعتبر “حمامات أنطونينوس” من أوسع ما بني منها في أفريقيا الرومانية، وقد استخدمت في عهد الإمبراطور أنطونينوس سنة 165ميلادي، بعد مرور 15 سنة على بدء الأشغال في عهد هادريانوس.
وتجدر الإشارة إلى أن صياغة المحتوى الثقافي لبرنامج “طريق الحرير” تتم بتصور مشترك بين المنظمة الدولية للفنون ومكتب الأمم المتحدة بجنيف ومنظمة اليونسكو ومكتب حوار الحضارات التابع لمنظمة الامم المتحدة بنيويورك.
وسيقام عرض “طريق الحرير” بحضور كل من الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية، و”ميغال آنخال موغاتينوس” وزير الخارجية الاسباني السابق ورئيس منظمة الامم المتحدة للفنون و”ما شينشوان” رئيس المنظمة العالمية للدبلوماسية العمومية والصحبي البصلي رئيس مكتب البحر الأبيض المتوسط للمنظمة .
ويعود تاريخ “طريق الحرير” الى القرون الوسطى وهو طريق يربط طرقا برية وبحرية بطول 12 ألف كيلومترا ، ربطت آسيا والشرق الأوسط وأوروبا لمئات السنين بروابط تجارية وثقافية ودينية وفلسفية، تم من خلالها تبادل السلع والمنتجات كالحرير والعطور والبخور والتوابل وغيرها، وكذلك تبادل الثقافات والعلوم.