المنبر التونسي (موجة حر ) – شهد العالم خلال الأسابيع القليلة الماضية أكبر موجة حر، ربما في تاريخه، وامتدت من شمال أفريقيا جنوبا (تونس والجزائر) حتى السويد وكندا شمالا، مرورا ببريطانيا وإيرلندا وأجزاء من الولايات المتحدة.
وتطرح هذه الموجة للحر تساؤلات عن اسباب ارتفاع درجات الحرارة بصورة غير معهودة وأسباب اشتعال الحرائق وذوبان الجليد والثلوج على أسطح البيوت في المناطق شبه القطبية.
ويُشير معظم العلماء إلى عدد من العوامل، لعل أبرزها التغير المناخي، بحسب ما أشار الأستاذ في جامعة بريستول دان ميتشل، منوها إلى أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي ساهمت في هذا الأمر، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
أكبر موجة حر يشهدها العالم حاليا
من بين العوامل الأخرى التيار النفاث “جت ستريم”، وهو عبارة عن رياح غربية قوية على ارتفاع 8-10 كيلومترات فوق سطح الأرض تؤثر على حالة الجو حول الأرض.
في بعض الأحيان، عندما تكون الرياح شديدة، تتسبب بحدوث عواصف، وفي أحيان أخرى، تكون ضعيفة، فيكون الجو هادئا ومستقرا، وهذا ما يحدث حاليا.
ويقول ميتشل إن التيار النفاث حاليا ضعيف للغاية، وبالنتيجة، فإن حالة الضغط الجوي المرتفع تستمر لفترات طويلة فوق المكان نفسه.
ومن العوامل الأخرى أيضا، التغيرات الجوهرية في حرارة سطح البحر في المحيط الأطلسي.
ويقول الأستاذ أدام سيافي من مكتب الأرصاد الجوية “ميت” إن هذه الأمور جزء من ظاهرة معروفة باسم “تذبذب الجداول الزمنية للمحيط الأطلسي”، مشيرا إلى أن هذه الحالة شبيهة بما حدث عام 1976، أي حرارة مرتفعة في المحيط وثبات في التيار النفاث أبقت على حالة الضغط الجوي مستمرة لفترات طويلة في المنطقة نفسها.
وأوضح أنه في ذلك العام من القرن العشرين، كان الصيف الأكثر جفافا ودفئا وحرارة وكانت أيامه مشمسة في بريطانيا.
وبالنظر إلى ما تمر به الأرض من تغير مناخي وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو وغازات الدفيئة وغيرها، فإن تأثير أي ظاهرة مناخية وجوية مثل ضعف التيار النفاث ستكون عواقبه وخيمة وأكثر بكثير مما كان عليه الحال قبل 40 عاما وفق ما أوردته سكاي نيوز.