المنبر التونسي (البشير بن يحمد) – شن البشير بن يحمد مؤسس مجلة “جون افريك” بعددها الصادر ليوم 17 نوفمبر 2019 هجوما لاذعا على حركة النهضة اثر انتخاب رئيسها راشد الغنوشي رئيسا للبرلمان معتبرا ان تونس عادت بهذا الانتخاب قرنا الى الوراء.
وكتب بن يحمد في ركنه بالمجلة “Ce que je crois” “سيبقى يوم الاربعاء 13 نوفمبر 2019 يوما مقدرا لتونس . يومها شهد هذا البلد الافريقي والمتوسطي ذي الـ11.5 مليون نسمة انتخاب راشد الغنوشي زعيم الاسلاميين رئيسا لمجلس نواب الشعب ولم يعد بذلك حاشية من السلطة وانما مبدئيا في قلبها لعهدة تتواصل 5 سنوات”.
وجاء في المقال ايضا” هذا الداهية ذو الـ 78 عاما والذي يجيد المناورة يرفض التكلم بلغة اخرى غير العربية التي لايتقنها رغم ذلك جيدا … ولا يتواصل مع الديبلوماسيين المعتمدين بتونس الا عبر مترجم .وبينما يتقن أبناؤه الذين تربوا في بريطانيا اللغة الانقليزية يبدو الغنوشي وكأنه رجل من القرن 19 اسقط في تونس اليوم “.
وأبرز ” تحت وصاية اردوغان مثلما يتردد والذي يريد ان يكون زعيم الاسلاميين ومنهم اخوان مصر يدافع الغنوشي عن مصالح حزبه النهضة اكثر من دفاعه عن مصالح تونس”.
ويضيف بن يحمد “لقد استعمل الحبيب بورقيبة اب الاستقلال ومؤسس الجمهورية وباني تونس الحديثة كل الوسائل بما فيها غير الديمقراطية لابعاد هذا النوع من الرجال عن السلطة . وقد نسج خليفته زين العابدين بن علي على منواله ولكن بشكل اكثر فظاظة .والاكيد انهما يتململان اليوم في قبريهما بعلمهما بخبر انتخاب راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان التونسي . ذلك ان انتخابه يعني ان الاسلاميين في تونس الذين احتاجوا لرفقاء الدرب عام 2011 للتسلل لدواليب الدولة والذين فرضوا على تونس سنة 2014 نظاما برلمانيا باتوا عام 2019 في قلب السلطة”.
وتساءل : “كيف يمكن إزاحتهم من دفة الحكم ديمقراطيا ؟ وكم زمنا سيتطلب ذلك ؟ ربما سنوات . فباختيار رجل مثل راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان عادت تونس الى الوراء قرنا كاملا واصبحت أو هي مهددة بان تصبح شبيهة بأحد بلدان الشرق الاوسط التي نلاحظ يوما بعد يوم تأخرها والتي تضيّع وقتها في صراعات قروسطية”.
وأضاف” وقد أظهر الاسلاميون بتونس وحزبهم النهضة طيلة السنوات التسع الماضية افتقادهم رجال دولة قادرين على حكم بلد عصري .ألم يرفعوا بلا روية في أعداد الموظفين عبر انتداب الاَلاف منهم بما رصّ بهم المؤسسات العمومية رصّا واخلّ بنوازن ميزانية الدولة ؟ ألم يضاعفوا مديونية البلاد ويوصلوها الى مستوى لا يحتمل ؟ ألم يتسببوا في التضخم والبطالة والارهاب والفساد ؟ والأخطر من ذلك ألم يرهنوا تونس التي كانت الى حدود الامس القريب مستقلة لنزوات وطموحات رجب طيب أردوغان الحالم باعادة مجد تركيا الامبراطوري ؟ على الذين يعانون من التدخل التركي في الشؤون التونسية والذين بامكانهم رصد الاَليات الدقيقة لهذا التدخل اعلام قضاء البلاد بذلك”.
وتابع في نفس السياق ” يضم الاسلاميون في تونس وفي حزب النهضة اناسا وطنيين ولا يمكن الشك في قيمتهم ولهم تبعا لذلك مكان برقعة الشطرنج السياسية بالبلاد ولكن مكانهم في الوقت الحاضر هو المعارضة وليس السلطة وهم لا يشكلون حتى قوة قادرة على التأثير في السلطة التنفيذية او معارضتها بشكل فاعل” .
وكتب بن يحمد ” ان تصرفات الاسلاميين خلال السنوات التسع الاخيرة ودسائسهم بعد الانتخابات الاخيرة سواء كانت معروفة او مرتابا فيها من طرف التونسيين تؤكد الانطباع السائد لدى أفضل الملاحظين وهو ان تونس قد تكون أفضل حالا لو حكمها غيرهم . لكن يبدو ان مجلس النواب المنتخب اختار أسهل الحلول الا وهو السير في طريق معاسكة مطابقة تماما للطريق السابقة وسيحاول ان يحكم مع النهضة وربما تحت قيادتها”.