المنبر التونسي (حكومة كاميكاز) – إعتبر الخبير المالي والإقتصادي عز الدين السعيداني، في تصريح لموزاييك، يوم الأربعاء 22 جانفي 2020، أن الحكومة القادمة تواجه تحديات كبرى وأمام مرحلة شديدة الصعوبة، قائلا ”يجب أن تتشكل الحكومة من فريق دون مستقبل سياسي وبعقلية الكاميكاز”.
وفسّر السعيداني ذلك بأن المرحلة تحتاج إتخاذ إجراءات عاجلة وموجعة وأن يفهم الحزام السياسي للحكومة صعوبة ذلك، قائلا ”سيكون لهذا الفريق الحكومي إن قام بالإجراءات اللازمة شرف إنقاذ الإقتصاد والبلاد”.
وعن أول الرهانات التي تواجهها الحكومة القادمة، أن ميزانية 2020 تتضمن 12 مليارا تعبئة وجب توفيرها، والجزء الأكبر من هذا المبلغ يجب أن يتوفر بالعملة الصعبة.
كما شدد على ضرورة إعادة نظر كاملة في الميزانية، بشكل عاجل، وهو ما يتطلب الإسراع فعلا في تشكيل الحكومة. كما شدد على ضرورة الإستعداد للمشاركة في المؤتمرات الدولية لاعادة ثقة المستثمرين الاجانب، منتقدا الغياب السابق لتونس عن مؤتمري الاستثمار ودافوس، قائلا ”من يغيب يُغيّب وينسى”.
وشدد أيضا على ضرورة وضع برنامج عاجل للطبقات التي صارت تعاني فقرا مدقعا لا يحتمل الإنتظار، قائلا ”الجانب الاجتماعي عاجل حتى على حساب الجانب الإقتصادي”.
وعن وضع المؤسسات العمومية، أكد سعيداني أن الخسائر متراكمة في هذه المؤسسات إذ بلغت في 2014 3 مليار دينار، ولم يتم إدراجها في الميزانية. وقال ”الشركة التونسية للكهرباء والغاز سجلت خسائر بـألفي مليار في 2018”، مقترحا أن يتم التفريط في إنتاج الكهرباء لمؤسسات خاصة وأن تحافظ الدولة على توزيعه فقط.
وقال ”واضح أن التمشي على مدى سنوات هو تمشي خاطئ.. والدليل أننا لم ننقذ أي مؤسسة”. مقترحا أن تركز الدولة على القطاعات التي يجب أن تبقى عمومية (الصحة، النقل، التعليم..) وتترك بقية المجالات.
كما تطرق إلى ضرورة البحث عن الإشكاليات التي يعيشها الدين العمومي ومصدرها، مشددا ”نفقات الدولة إرتفعت بشكل جنوني وغير متوازن بالمرة مع نسبة النمو.. الدولة تصرف في موارد ما عندهاش، وتجاوزت بكثير نسبة التداين المقبولة عالميا”.
وعن الحزام السياسي للحكومة القادمة، إعتبر سعيداني أن ”التوافق الواسع سيكون أضعف الحلول” وأن التمشي المعقول هو طرح البرنامج على الجميع وإما يقبل أو يرفض”.
