المنبر التونسي (كلثوم كنو) – تواصل القاضية كلثوم كنو نشر قصص واقعية مؤلمة عاشتها في مسيرتها المهنية.
وفي ما يلي قصة من الواقع سردتها كلثوم كنو:
أنا والعربي والكميون
عام 2000 نهار سبت أنا خارجةمن مكتب جمعيةالقضاة التونسيين بالمحكمة الابتدائية بتونس تقريبا مع ماضي ساعة والنصف . جاني عون أمن كان متواجد في الكولوار وكان معه طفل صغير في يده جواب مسكر
قالي العون: راهو الطفل هذا جاء يلوج عليك سيد الرئيس
غزرت للطفل كان لابس حوايج ضيقين عليه وفي ساقيه سبادري روز وصغير عليه لابسو كيف الشلاكة. ومن الوهلةالأولى ظهرلي الطفل عنده نوع من الأعاقة
قتلو يا ولدي انت أشكونك وكيفاش جيت للمحكمة
و بكل عفوية قالي: فما رجل في الحومة بعثني لكلثوم الحاكمة قالي اسأل عليها وحكيلها شنوة عمل فيك بوك وصاحبتو واعطيها الجواب تقراه.
انا بقيت باهتة قلت لعون الأمن ابقى معيا ما تروحش وخذيت الحواب وعاودت دخلت لمكتب الجمعية ومعيا الطفل وعون الأمن
حيلت الجواب و ما نقللكمش قداش تصدمت كيف قريت الموضوع.
الطفل يحمل اعاقة ذهنية وأمه وبوه مطلقين وأمه مريضة بالقلب و في المستشفى وهو واخته ساكنين مع بوهم في حي شعبي وبوهم تعيش معه مرا . والمرا هذي مذوقت الطفل واخته المرار
سألتو قتلو شنو اسمك ولدي
هو يتكلم بالتكويك قالي انا عربي واختي راهو تكبت عليها طنجرة بالماء السخون وتحرقت في كرشها وكيف روح بابا للدار صاحبتو حرشتو عليا ياخي شدلي السبتة وقتلني بالضرب.
وطول هاك الطفل عرالي ظهرو نلقاه سيور سيور علامات الضرب بالسبتة.
ما نحكيلكمشي شنوة الي حسيتو .
طول هزيتو هاك الطفل لمكتب السيد قاضي الأسرة قلت ان شاء الله نلقاه ما روحش ويا ليتني ماهزيتو
دقيت الباب كان القاضي ٩ موجود دخلت ومعيا الطفل العربي
بعد ما سلمت على الرئيس حكيتلو الحكاية.
قالي هاني باش نتصل بمندوبةحمايةالطفولة . لكن للأسف ما جاوبو حد خاطر التوقيت الاداري انتهى
قتلو ايه شنوةالحل ؟
قالي اما سلمو الطفل للشرطة .والا يروح ويعاود يجي نهار الاثنين
قتلو سامحني سيد الرئيس هاك تشوف الطفل صغير وزيد ماهوش عادي
قالي ما فماش حل أخر.
قتلو انا الحقيقة لا نقبل نهزو للشرطة خاطر ماعندهمش فين يبيتوه نهارين كانش في الجيول. وزادة ما نخليهش في الشارع خطر عليه
غزرلي قالي شنوة باش تعمل امالا!!!
قتلو سيد الرئيس باش نروح به لداري ونحيبو معيا للمحكمة نهار الاثنين ونقومو بالاجراءات القانونية.
غزرلي وقالي راك انت تتحمل مسؤوليو كان تصيرلو حاجة.
قتلو أنا راني ديمامتحملة مسؤوليتي وما نتصورش في داري ومع صغاري باش يتعرض لخطر أكثر مالي كيف يبقى في الشارع.
شديت هاك الطفل العربي من يده ورجعت لمكتبي . وبقت نفكر.
وفي البيرو العربي قعد يتصرف بكل تلقائية مرة يقلي نحب ناخو التلفون نهزو معايا وأنا نفسلو الي هو موش متاعي متاع الادارة أما نجم نشريلو تلفون لعبة.
ومن بعد قالي ياخي انت ما عندكش حاجة ناكلها راني جعت برشا.
والحمد الله ديما في الخزانة في البيرو نحط شوية حلويات نلقى عندي ثلاثة كعبات مقروض مديتهملو خذاهم وبداء ياكل فيهم وأنا نغزرلو شيرتي ذاهبة نفكر في شنوة لازم نعمل بالضبط
من بعد جاتني فكرة . سألت العربي قتلو أمك في السبيطار قال ايه
قتلو وجدتك حية والا لا
قالي ايه تسكن في بن عروس
و بما اني نعرف بن عروس خاطر حماتي تسكن غادي
قتلو دار ماماتك قريبة لسكة الترينو وللجامع والا لا
قالي ايه نتعداو عليها السكة وعلى الجامع
قتلو باهي انت كيف تبدا في دار ماماتك العطار متاعهم يكونش حمدان
قالي يا تاتا كلثوم انت زادتعرف حمدان الرجل هذاكا ديما يعطيني الحلوى كيف نمشي نجيب الخبز.
وقتها فرحت برشا قلت لقيت الحل يا كلثوم
طول طلبت كاتب نعرفه يبقى ديما بعد الوقت الاداري وهو الطيب بوشوشة Taeib Bouchoucha لقيتو موجودمازال ما روحش
قتلو يا الطيب تحب تعمل الخير.؟
قلي بطبيعة سيد الرئيس
قتلو مالا توة ايجاني للبيرو
الحاصل بعد ماعرف الموضوع قتلو تمشي معيا لبنعروس نهزو الطفل لدار جداتو ونخليوه عندها لحتى نهار الاثنين خاطر ما نحبش نمشي وحدي ما نعرفش شنوة ينجم يحصل، على القليلة نبداو زوز مع بعضنا
خرجنا من المحكمة شدينا تاكسي خاطر وقتها ما عنديش كرهبا ومشينا لبن عروس
وهاك الطفل العربي يزيد شوية ويحملني ويقلي تاتا تشريلي كميون نلعب به
وانا نقلو ايه نمشيو قبل لدار ماملتك ومن بعد نجيبلك كميون
كيف وصلنا للحومة طول العربي عرف النهج
دقيناعلى باب الدار خرجتلنا مرا كبيرة ورجل وبعد ما عرفتلهم بنفسي وعرفت بالكاتب فسرتلهم سبب حضورنا وقلتلهم لازم تخليو حفيدكم عندكم وتجيبوه لقاضي الاسرة نهار الاثنين . وتقومو باجراءات اسقاط حضانة حفيدكم وحفيدتكم من الاب
ووقت جيت مروحة بدا العربي يعنق مرة فيا أنا ومرة في الكاتب ويقلي جيبلي اختي هاني مازالت في الدار في فتح الله
خليتو وانا قلبي متحير عليه ونفكر في اخته شنوة صاير فيها.
الحكاية هذي صارت في عام 2000
برا يا زمان وايجا يا زمان وفي 2011 وبعد ما رجعت من الخدمة في محكمة توزر. نهار قبل 8 متاع الصباح وانا هابطة من سيارتي قريب لحكمةاستئناف بتونس. نسمع في واحد ينادي. يا تا تا كلثوم يا تاتا كلثوم. تلفتت نشوف في شاب طويل ما شاء الله عليه جايني يجري وطول حملني وبدا يقلي ياخي عرفتني والا لا ؟؟
من الأول ما تفكرتوش ومن بعد تذكرتو لكن نسيت اسمه.
قالي انا العربي الي جيتك هاك المرة
قتلو ايه تذكرتك شنوة احوالك واحوال اختك.
قالي الي الي هو واخته رسموهم في دار رعاية الاطفال برادس و هو تعلم النجارة واختو مازالت تقرا و امه توفات وبقاو يمشيو لمماتهم كل اخر أسبوع
عاد بعد ما حكى معيا شوية قالي ياخي اشبيك ما جبتليش الكميون؟؟؟ موش قتلي توة نشريلك؟؟؟؟
صدقوني حشمت على روحي وما لقيت ما نجاوب
ومن بعد وقتلو عاد توة انت كبرت يا العربي ماعادش تلعب بالكميان.
قالي باهي مانحبش لعبةاشريلي كميون بالحق نسوقو ونخديم عليه
اطرشقت بالضحك وقتلو يا العربي الكميون ما لقيتوش لهمي
هيا وليدي في عوض الكميون نمشيو نشربو قهوة وناكلو بريوشة خير.
وفعلا هذاكا الي صار
نسيت باش نقلكم الي سيد كاتب المحكمة الطيب بوشوشة أصبح مقيم في كلندا وهاي صورته مع رئيس الوزراء الكندي
#ما #أحلاك #يا #العربي