المنبر التونسي(لزهر الضاوي) – تحت عنوان “رد…على رد” ، نشر الفنان الملتزم لزهر الضاوي هذا الرد على التهوين الذي ذكره به عصام الشابي امين عام الحزب “الجمهوري” : “أن يرد “زعيم سياسي” على زعيم آخر ..مفهوم…أن يرد “فنان” على “فنان” ..”شاعر” على”شاعر”…كل ذلك مفهوم….
لكن / وهذا لأول مرة يحصل لي/ نبهني بعض أصدقائي أن “الزعيم” عصام الشابي “بلحمه وشحمه” ..نزل بكل ثقله وجحافله ليرد على بعض “الأبيات” كتبتها منذ أيام لأستنكر فيها ما ” بدا لي ” ولكثير من التونسيين موقفا فيه تطبيع وتبييض للارهاب…….
ورغم اني لا أحبذ الدخول في هكذا مساجلات فاني ارتأيت من الواجب صياغة ردي عليه على طريقتي المبسطة والنابعة من وجداني وكياني..بعيدا عن “السياسوية” المقيتة..فأنا ليس لي في السياسة “باع وذراع” كذاك الذي عنده……..لكني مع ذلك غامرت ..و قررت الرد :
أولا تحياتي لروح العظيمة “مية الجريبي” التي صدّرت بها صفحتك ولا أظنها مرتاحة جدا للموقع الذي حشرت فيه..فأنا أعرف شهامتها ونخوتها التي تمنعها -بالتأكيد- من أن تضع نفسها في موضع “الجيّار” الذي يبيّض الوجوه الكالحة للارهابيين وشيوخهم واعتبارهم “قوة ثورية” مناهضة”للاستبداد”…
ثانيا أنا لست “يسراويا”كما تدعي..بالعكس انا “معتدل” جدا ..لكني لا أتساهل وأتسامح مثلك مع “الخوانجية” لأني عانيت من ارهابهم منذ ايام الجامعة منذ سبعينات القرن الماضي أيام اصطفافهم مع”البوب” وجنبا الى جنب مع “الدساترة” لقمعنا نحن أبناء الشعب المفقر…
أيامها لم تكن هنالك لا”عبير” ولا”منكر” ولا “نكير”…اذن اسحب “عجلتك الخامسة” من نصك المتهالك الضعيف المليء بالمغالطات والتشويه … نعم انا تقدم بي العمر صحيح / بعد ست وثلاثين سنة من التدريس “واقفا”/..ولم أعد أقوى على قذف سيارات الشرطة “القهوة شطار” -كما كنا نسميها- بالحجارة أيام الشباب.. لكني أبدلت ذلك بالقذف بالكلمات لكل القوى “الرجعية” و”الظلامية” والمتواطئين معها/ ومن بينهم وللأسف الشديد “حضرتك”…
أولم يكن بامكانك السكوت والمضي قدما على رأي المثل”لايرد فاس على هراوة”..؟ فلماذا اذن تقدم على تقديم هكذا خدمة مجانية لشيخ النهضة..ان لم تكن تعتبر حركته فعلا “قوة من قوى الثورة”كما تقول هي عن نفسها…؟ هذا ما استفزني في موقفك..وجعلني أنشر مانشرت-بعد تردد- تماما كما حصل لي مع”جوهر بن مبارك”..
لا أفهم لماذا تصرون على تقديم خدمات مجانية لأناس لم تجف أياديهم بعد من دماء الشهداء/ الا اذاكنت لا تعتبرهم كذلك طبعا/… أما حديثك عن “انسحابي” في الحقبة النوفمبرية”فاعذرني ان قلت لك بأنه مجرد هراء ولست في وارد اعطائك تقريرا مفصلا عن سلوكي ابان تلك الفترة…
وأتحداك أنت وزبانيتك أن تدمغوني بدليل واحد عن ادنى تقارب لي مع النظام..؟؟؟ أنا ياسي عصام مواطن بسيط..لم أكن يوما لا سياسيا ولا نقابيا..بل مجرد “مناضل قاعدي” وأتحفظ حتى على كلمة “مناضل”… أقوم بواجباتي في الاضرابات …” فنان” بالسليقة لكن ليس لي فرقة موسيقية قارة….أكتفي بترديد أغانيّ في قاعة الأساتذة في يوم الاضراب… الحركة الثقافية مشلولة بكافة البلاد ..”فرقتان موسيقيتان” وحيدتان كانتا تحت رعاية “الاتحاد” ..أنا لا يسأل عني أحد…تماما كما اليوم ليست لي فرقة موسيقية..لم أنشط منذ عام كامل …يعني بمنطقك “البائس” “منسحب”أيضا..؟؟… تصديت مرة لوزير التربية “حاتم بن سالم” حين جاءنا سنة 2009 في زيارة لمعهد “أحمد السنوسي” بقفصة حيث أعمل أستاذا في “تنوير العقول” في مادتي التاريخ والجغرافيا… لوكنت زعيما سياسيا لكنت حظيت بتأشيرة حزب سياسي لاستخدامه ك”ديكور” لتجميل “النظام النوفمبري”…لكني لم أكن………
فيما عدا ذلك لم يكن لي “نضال سياسي” يذكر..ولا أدعي ذلك الى اليوم….. أستغفر الله…قبيل سقوط “بن علي” شاركت بكثافة في المظاهرات التي أدت الى الاطاحة به.. حين كان عدد البوليس يفوق عدد المتظاهرين .. صغت عديد الشعارات على غرار ” سراقين بلادنا…قتالين أولادنا….” العصيان العصيان من بنزرت لبنقردان”..”تونس تونس حرة حرة والارهاب على برة..”…..” آكهو”… لدي بعض موهبة ورثتها عن والدي أنفس بها عن نفسي وعن بني وطني كلما ضقنا ذرعا بسلوكات “الخماج” ونتألم أحيانا حين نرى من كنا نظنهم منا يهرعون لتبييض الوجوه الكالحة……
أنا لم أتمنّ لك أن تكون “حطاما” كما ذكرت بل قصور فهمك للأدب هو الذي جعلك تطن ذلك… المذنب هو “سيدي الشيخ” كما ورد في النص هو الذي “فرح” جدا جدا بموقفك وثمنه كثيرا فرأى فيك انت ومن شاكلك”هدية السماء” اليه..بل وحتى “عجلة أمامية”لعربته القروسطية الخائخة……
باختصار هو يعشق السير فوق “الحطام”……… أخيرا رق قلبك لحالي واعتبرتني “منجلا” بعد”سيف”… نعم أنا أتشرف ب”منجليّتي” وأتركك تلهث خلف”سيف” من شيخ النهضة كي يحميك من المارقين من أمثالي……….. نصيحتي اليك ألّلا تحشر أنفك في سوق “الفنانين..والأدباء والشعراء” فهم “ضالون”..ويتبعهم “الغاوون”….واذهب انت و”شيخك” ومن شاكلكم كي تقاتلوا”سياسيين” مثلكم ولا تزجوا بأنفسكم فيما لا شأن لكم فيه-