المنبر التونسي (قطاع الفسفاط) – استأنفت شركة فسفاط قفصة، اليوم الاربعاء، نشاطها في إستخراج الفسفاط وإنتاجه بأغلب وحداتها ومقاطعها الواقعة بمعتمدية المتلوي بعد توقّف دام لفترة شهر ونصف بسبب إضراب عن العمل شنّه أعوان الشركة بدعوة من هياكلهم النقابية.
وقال المدير المركزي للانتاج بهذه الشركة، خالد الورغي، في تصريح لـ »وات »، « إن هناك عودة جزئية لنشاط شركة فسفاط قفصة في إستخراج الفسفاط وإنتاجه بولاية قفصة، حيث استؤنفت عمليّة إستخراج الفسفاط الخام بمقاطع تقع بالمتلوي وأمّ العرائس بالاضافة إلى عودة العمل ببعض وحدات إنتاج الفسفاط التجاري بالمتلوي.
ولفت إلى أنّ شركة فسفاط قفصة قد استأنفت، بعد شهر ونصف، من التوقّف نشاطها في وسق الفسفاط إنطلاقا من المتلوي في إتجاه معامل تصنيع الاسمدة الكيميائية بقابس وذلك عن طريق القطارات.
وكانت الهياكل النقابية لقطاع المناجم بقفصة قد أصدرت أوّل أمس الاثنين بيانا دعت فيه منظوريها من أعوان شركة فسفاط قفصة إلى استئناف العمل مع مطالبة الحكومة بتحديد موعد جلسة لاستئناف التفاوض في مطالب العمال وهي بالخصوص تحيين القانون الاساسي للشركة ومطالب مهنية أخرى.
ويستمرّ، من ناحية أخرى، توقّف عمل شركة فسفاط قفصة في استخراج وإنتاج الفسفاط ووسقه بالكامل بمعتمديتي المظيلة والرديف، فيما يتواصل توقّف نشاط إنتاج الفسفاط التجاري ووسقه بمعتمدية أم العرائس.
واعتبر خالد الورغي أن إستئناف نشاط قطاع الفسفاط ولو جزئيا بمعتمدية المتلوي يعدّ « مهمّا » بالنّسبة لشركة فسفاط قفصة في هذه الفترة بالذات وسيما بعد أن تراجع بها إنتاج الفسفاط التجاري تراجعا غير مسبوق في شهر ديسمبر من سنة 2020 والذي لم يتجاوز فيه الانتاج مستوى الـ 35 ألف طنّ، وهو الاسوء منذ سنة 2011.
من ناحية أخرى،ن وحسب معطيات لشركة فسفاط قفصة فقد تراجع إنتاج الفسفاط التجاري سنة 2020 بنسبة 44 بالمائة بالمقارنة مع حجم الإنتاج الذي كانت هذه المؤسسة تتطلّع إلى بلوغه طيلة السنة، وذلك بسبب الاضطرابات والإعتصامات المتواترة في جهة قفصة عموما وفي مناطق إنتاج الفسفاط عل وجه الخصوص، وهي إضطرابات وإعتصامات عمّقها وزاد من حدّة تداعياتها على قطاع الفسفاط إضراب لأعوان الشركة بدأ في شهر ديسمبر الماضي.
ويعاني قطاع الفسفاط بقفصة منذ سنة 2011 من تراجع لافت في مؤشرات الإنتاج والوسق على وجه الخصوص جرّاء الإضطرابات الاجتماعية وإحتجاجات طالبي الشغل بالجهة حيث لم يتجاوز معدّل الانتاج السنوي لشركة فسفاط قفصة من الفسفاط التجاري خلال الفترة الممتدّة من 2011 إلى 2020 نحو 2.3 مليون طنّ مقابل 8.3 مليون طنّ في سنة 2010 لوحدها.
وحسب دائرة الاتصال بهذه الشركة المختصة في إستخراج وإنتاج الفسفاط، فإنّ هذا التراجع في مؤشرات الإنتاج والمبيعات إنجرّ عنه تراكم الخسائر المالية التي تكبّدتها الشركة خلال الفترة 2011 – 2019 والتي بلغت 603 ملايين دينار.