المنبر التونسي (تظاهرة رمضان في المدينة) – يسهر جمهور الدورة الثانية من تظاهرة “رمضان المدينة ” هذه الليلة من جمعة الواحد والثلاثين من شهر مارس الموافق التاسع من شهر رمضان مع عرض مفتوح “الحضرة ” مع الفنان الفاضل الجزيري وجمع من المنشدين والعازفين الشباب ممن تمرسوا بفعل الانشاد الديني والغناء الصوفي ومن هؤلاء من يعود بتعامله مع صاحب مؤسسة الفيلم الجديد الى فترة التسعينات والعروض الاولي ومن العازفين الان من لم يولد عند عرض الحضرة الاول اول التسعينات .
مرجع ثقافي وفني
الحضرة هي اختزال فني راق لجملة من الرّموز الدّالة على الشّخصية التونسية من حيث تجليات الرّوح والمظهر وهي امتداد للماضي في الحاضر الذي يفتح على المستقبل دون قطيعة، ظهرت لأول مرة سنة 1991 حيث شكلت حدثا ثقافيا كما لاقت إقبالا جماهيريا كبيرا وكتب عنها حتى أصبحت علامة ومرجعا في مشهد الثقافي .
الحضرة تؤمن هذا التواصل: منشدون، عازفون، راقصون يعيدون صياغة المشهد للأناشيد الصّوفية وإقامة الاحتفال من التهليل للابتهال.
قرع على الجلد والروح
أصوات خافتة فهاتفة، رقة فقوّة في الأداء، تباين في الطّبع وتحكّم في النطق. قرع على الجلد أواللّوح حتّى القدح ثم سكون متعة وهدوء إلى حدّ التّوحيد.
اختصار للحركة حفيف ثمّ تجلّ ومساررة إيقاع وصدى فيه استعلاء وامتداد، ورقصات هي تخطيط لأشكال وأجساد في لباس احتفالي يوحي بحرارة الأبعاد من السّهول الخصبة إلى الجبال المخصّـبة. مغامرة متعدّدة الألوان والأصباغ، مداخلات ومقابلات للأشكال.
ثلاثة أبواب من استهلال إلى ختم، خمسة وعشرون قطعة مقدّمة في أداء انفرادي ثمّ ثنائي، فثلاثي، وجماعيّ. مشاهد راقصة لدفع حركة المنشدين وجذب لصوت الرّاقصين.
عروض متجددة ومفتوحة
ويرى الفنان الفاضل الجزيري ان كل عرض من عروض الحضرة مختلف ومتجدد ولا عرض يشبه الأخر منذ عرض سنة 1991 لان النصوص الصوفية والانشادية بدورها متجددة ومختلفة والمصادر المعتمدة بالذات مختلفة وهو عمل ورشة مفتوحة للانشاد والبحث في النصوص المؤسسة والايقاعات الموسيقية مع الانفتاح على الشباب العازف .حضرة الفاضل الجزيري المواصلة والمتاصلة تستمد وجودها من عمق تاريخ الانشاد وترحل به من الذاكرة الى المذكرة وهذا ما سيكتشفه رواد مسرح الاوبيرا هذه الليلة