وبدا جليا منذ الوهلة الأولى للمباراة ان الجهاز الفني للترجي الرياضي بقيادة نبيل معلول سعى الى ايجاد المعادلة الصعبة بين تدعيم نتيجة الذهاب في الجزائر و تفادي تداعيات سلبية محتملة على الاداء الهجومي بفعل الغيابات المؤثرة التي عرفتها التشكيلة الأساسية للفريق اثر الاصابة التي لحقت اللاعبين حمدو الهوني وبن عياد .
وقد اختار نبيل معلول خطة تكتيكية مغايرة لما تعود عليه فريق باب سويقة في المباريات الفارطة وذلك بالاعتماد على ثلاثي في محور الدفاع يتالف من مهدي مرياح وتوغاي،وعمامو ليتحول الرسم التكتيكي الى 3-5-2) ينضم بموجبه لاعبا الرواقين بوشنيبة وبن حميدة الى ثلاثي وسط الميدان كوليبالي،وبن رمضان وبوغرين،فيما ظهر معتز الزدام في خطة جديدة كلاعب أمامي خلف قلب الهجوم محمد علي بن حمودة.
وحاول الترجي الرياضي ان يجد السبيل الى الضغط على شبيبة القبائل انطلاقا من وسط الميدان والبحث عن الكرات الثابتة لتجسيم نزعته الهجومية.
وتحصل على ركنية في بداية اللقاء دق 3 انتهت بتصويبة راسية من هاني عمامو الا ان الحارس بيجادن أنقذ الموقف .
ونال معتز زدام نصيبه من المحاولات عندما سدد كرة مرت محاذية للقائم الايمن لمرمى شبيبة القبائل.
وتابع الترجي الرياضي ضغطه على ضيفه من خلال التنويع في العمليات الهجومية ومحاولة استغلال الكرات الثابتة والتسديدات المباشرة . فسدد بن رمضان كرة في دق 23 من بعد 25 متر مرت فوق المرمى الحارس الجزائري ،ثم صوب بوغرين في دق 28 كرة استاسد الحارس الجزائري في التصدي لها .
وقاد المهاجم الجزائري كسيلة بوعالية هجوما معاكسا من خط وسط الميدان وافرد بالحارس معز بن شريفية وسدد داخل الشباك لكن الحكم اعتبره في موقف تسلل فالغى الهدف د34 .
وكاد الترجي ان ينهي الفترة الاولى من اللعب متقدما ،اثر عملية هجومية منسقة بين المغربي صابر بوغرين ومحمد علي بن رمضان،في دق41, لكن تسديدة موجهة من هذا الأخير تصدى لها حارس شبيبة القبائل وانقذ مرماه من هدف بدا محققا لينتهي الشوط الاول من المباراة بتعادل أبيض.
وانتظر الجمهور المتابع للقاء قرابة 40 دقيقة لاستئناف اللعب في الشوط الثاني بسبب احداث شغب جدت بين شوطي المباراة بين مجموعة من احباء الترجي الرياضي على مستوى مدارج المنعرج “فيراج” ،مما دفع اعوان الامن لاستعمال الغاز المسيل للدموع .
ولم يفوت محمد على بن رمضان اكثر من 4 دقائق بعد انطلاق الشوط الثاني ليستفيد من سوء تمركز دفاعي في صفوف شبيبة القبائل بعد ان تلقى كرة طويلة قادمة من زميله المدافع مهدي مرياح ليصوبها قوية في مرمى الحارس الجزائري مؤكدا صفة المنقذ لناديه كلما غابت الحلول عن زملائه المهاجمين
و بعد هدف الاسبقية اصبح هاجس الترجي التونسي يتمثل في المحافظة على التقدم في النتيجة وايصال اللقاء الى بر الامان،من خلال حسن التصرف في الكرة والاحتفاظ بها اكثر وقت ممكن،مع شن بعض المحاولات السانحة للتهديف،بين الفينة والاخرى. وبادر المدرب نبيل معلول الى القيام بعدد من التغييرات الفنية،الا ان ابناء المدرب الجزائري حمدي ميلود تشبثوا من جهتهم بحظوظهم في التدارك وحاولوا استغلال أخطاء الترجي الرياضي على مستوى محور الدفاع في ظل بعض الارتباك الذي لاح في تركيبته ،وهو ما جسمه اللاعب البديل ادم رجم في دق 85 الذي استغل سوء تصرف دفاع الاحمر والاصفر في كرة بدت خارج السيطرة امام الحارس معز بن شريفية ،و نجح بتسديدة قوية في تعديل الكفة 1-1.
واضفى هدف التعادل لشبيبة القبائل تشويقا كبيرا على مجرى اللعب ،وبدا فريق القبائل باحثا عن مضاعفة النتيجة وكثف من محاولاته لاحداث المفاجأة وقلب معطيات لفائدته ،الا ان تلك المساعي اصطدمت،بتكتل دفاعي ” أحمر واصفر”صد محاولات الفريق الجزائري ،لتنتهي المباراة بتعادل (1-1) كان كافيا ليضع الترجي الرياضي في نصف نهائي كاس رابطة أبطال افريقيا الذي سيجمعه بالاهلي المصري الذي تاهل على حساب الرجاء البيضاوي بعد التعادل اليوم ايابا في الدار البيضاء صفر لصفر بعد ان كان فاز على الرجاء ذهابا في القاهرة 2-صفر.
تصريحات
نبيل معلول (مدرب الترجي الرياضي):
واضاف “تابعنا سيطرتنا على المنافس خلال الشوط الثاني مع اصلاح بعض الاخطاء على مستوى التمركز و التاقلم مع الخطة التكتيكية التي اعتمدناها وتوفقنا في افتتاح النتيجة و اخذ الاسبقية الا ان خطا دفاعي تسبب في قبولنا لهدف التعادل رغم المردود المتميز الذي قدمه الخط الخلفي في لقاء اليوم واعتقد اننا حققنا ترشحا مستحقا الى الدور نصف النهائي “.
وقال “التاهل الى نصف نهائي كاس ربطة ابطال افريقيا يؤكد ان الترجي يسير على الطريق الصحيح وسنسعى الى مواصلة المشوار بنفس العزيمة في مختلف الرهانات سواء نهائي كاس تونس او في مشوار البطولة رغم ما عشناها من فترات صعبة بفعل المشوار المارطوني للمقابلات التي خضناها في الاسابيع الاخيرة فالترجي هو الفريق الوحيد من بين كل الاندية التي خاضت ربع نهائي كاس رابطة ابطال افريقيا الذي لعب وسط الاسبوع ولهذا اريد توجيه الشكر للاعبين على المجهودات السخية التي قدموها وكذلك على الاجواء النقية التي تسم العلاقات بين كل مكونات الفريق”.
حمدي ميلود (مدرب شبيبة القبائل الجزائري):
” الاداء خلال الشوط الثاني كان ايجابيا رغم الانسحاب من المسابقة الذي لا يجب ان يكون مدعاة خجل لاننا واجهنا منافسا صاحب تقاليد عريقة في المنافسات القارية”.