المنبر التونسي (صراع بين الجامعة التونسية لكرة القدم والترجي) – لم يسبق في تاريخ مختلف المكاتب الجامعيّة لكرة القدم التونسيّة في علاقة بينيَة مع الأندية المنضوية تحت لوائها أن شهدت توتّرا على مستوى البيانات الصّادرة في جنح الليل مثلما حدث في هذه الأيّام، حيث عمد كلّ طرف إلى تكذيب الطرف الآخر ، مستندًا إلى وثائق وحقائق تدعم روايته لإقناع الرأي العام الرياضي بأنّه على حقّ والطرف المقابل على باطل.
لقد عشنا في الموسمين الماضيين وإلى حدّ هذا اليوم، معركة حامية الوطيس بين الجامعة التونسية لكرة القدم وفريق الهلال الرياضي الشّابي الذي فاز بكلّ قضاياه، بعد أن خذلته الهياكل القضائيّة الوطنيّة وأنصفته المحكمة الدوليّة للتحكيم الرياضي وما انجرّ عن ذلك من خسائر ماليّة بالعملة الصعبة كم نحن في حاجة إليها، تحمّلها الطّرف الخاسر في القضيّة وهو الجامعة التونسية لكرة القدم، وكان من الحكمة والتبصّر أن تنفق تلك الأموال الطّائلة لمصلحة كلّ الأطراف ولفائدة كرة القدم التونسية.
وقد اشتعل فتيل الخلاف مؤخّرًا بين الجامعة وشيخ الأندية التونسية الترجي الرياضي، فساءت العلاقة بين الطّرفين بعد أن ادّعت الجامعة أنّ الترجي لم يستسغ المساعدات الماديّة التي تمنّها على بعض الفرق وهو الذي قد استفاد من دعمها، فيما أفاد نادي العاصمة أنّ تلك الأموال التي تلقّاها من الجامعة كانت أقلّ بكثير من المبلغ المضمون لدى الجامعة والمتأتّي من الفيفا منذ يوم 13 جويلية مقابل مشاركة لاعبيه مع المنتخب التونسي في كأس العالم قطر 2022 ومن الكاف بعد بلوغه الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقيّة.
وبصرف النّظر عن معرفة من هو على صواب ومن هو على خطأ، فإنّه كان حريّا برئيس الجامعة وديع الجريء-الذي صام عن الكلام منذ مونديال قطر وأحدث بلبلة بتدويناته التي نشرها على حسابه الخاص بالفيسبوك، ممّا تسبّب في تسميم الأجواء الكرويّة وإشعال نار الفتنة بينه وبين أحد منظوري الجامعة- الالتزام بواجب التحفّظ والتحلّي بالرّصانة وضبط النفس قبيل مشاركة الترجي إلى جانب النادي الصفاقسي والاتحاد المنستيري وهي الفرق الممثّلة لتونس في كأس الملك سلمان للاندية 2023. كما كان من الأجدر وقوفه إلى جانب تلك الفرق وتشجيعها في هذه التظاهرة الإقليميّة الكبيرة دفاعًا عن سمعة كرة القدم التونسية قولًا وفعلًا أسوة بحديث سيّد الخلق الرسول الأكرم ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”.