المنبر التونسي (وزيرة المرأة) – بيّنت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، آمال بلحاج موسى، صباح الثلاثاء 11 جوان 2024، خلال افتتاحها أشغال الأيام الدراسيّة حول “الصحة النفسية للنّساء ضحايا العنف المعنوي” أنّ العنف المعنوي هو أصل كلّ عنف مسلّط على المرأة، وأنّ العمل حثيث لإيلاء أهميّة قصوى لبعد الصحة النفسيّة للنساء من خلال رفع الوعي وجعل المخيال المجتمعي يتعاطى مع العنف المعنوي بوصفه مسألة خطيرة.
وفي الخصوص، قالت وزيرة المرأة في تصريح لموزاييك، إنّ الخطّ الأخضر 1899 للإنصات وتوجيه النساء ضحايا العنف تلقى 8493 مكالمة 28% منها مكالمات حول عنف مسلّط على المرأة و72% مكالمات تتعلّق بطلب استشارات قانونية في علاقة بالعنف ضدّ المرأة.
كما أنّ 74% من الإشعارات الواردة صادرة من الضحيّة وكان النصيب الأكبر لولايات تونس الكبرى بنسبة 39،5%.
وكان العنف اللفظي أكثر أشكال العنف المبُلّغ عنه في 735 حالة (86%) يليه العنف المادي الجسدي في 76% (650 حالة) والعنف الاقتصادي في 29% (252 حالة) والعنف الجنسي في 34 حالة (4%).
فيما كان الزوج هو القائم بالعنف في 93% من الحالات الواردة وهو ما يُشكّل تهديدا مستمرّا على أمن المرأة وأمن الأطفال المقيمين معها وسلامتهم المعنويّة والجسدية وعلى استقرار الأسرة.
وحسب المسح الوطني الأوّل حول العنف المسلط على النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و74 سنة، الذي أنجزه المعهد الوطني للإحصاء خلال سنة 2022، فإنّ 84،7% من النساء صرّحن أنهن تعرّضن للعنف على الأقلّ مرّة خلال حياتهنّ وأنّ 57،1% منهن تعرّضن للعنف خلال الـ 12 الأشهر السابقة للمسح وأنّ الشريك الحميمي هو القائم بالعنف في 42،7% من الحالات.
كما أنّ الإشعارات المتعلّقة بالعنف الزوجي تكون مرفوقة بتهديدات على حياة الضحيّة وتدهور لحالتها النفسية، وهو ما يستوجب التعهّد الفوري بالضحيّة والأطفال المقيمين معها وتأمين المتابعة النفسية المتواصلة.
وفي هذا الاطار اعلن بلحاج موسى انه تم الترفيع في مراكز إيواء النساء ضحايا العنف من مركزين بداية سنة 2022 إلى 13 مركزا حاليا وسيتن افتتاح ثلاثة مراكز خلال شهرين.
واعتبرة وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن أنّ التوعية والتثقيف المجتمعي يلعبان دورًا أساسيًا في تغيير التمثّلات الاجتماعيّة المحيطة بالعنف المعنوي وتمظهراته والأساليب المعتمدة من القائمين به وسبل الحماية منه وفي هذا الإطار سيتم العمل على نشر ثقافة عدم التسامح مع مظاهر العنف النفسي من إهانة وتنمر وكافة أنواع الإساءة اللغوية.
وأعلنت أنّ مصالح الوزارة ستشرع قريبا في إعداد في دراسة حول “ملامح القائم بالعنف ضد المرأة” ودراسة أخرى حول”التعاطي الإعلامي مع مسألة العنف ضد المرأة وحوادث العنف ضدّ النساء والفتيات” لمزيد فهم هذه الظاهرة والتصدي لها.