بن عروس: تنظيم الملتقى العلمي الأول حول واقع وآفاق المياه المعلبة

0

المنبر التونسي (بن عروس) – نظّم مخبر التحلية وتثمين المياه الطبيعية التابع لمركز بحوث وتكنولوجيات المياه بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية من ولاية بن عروس، اليوم الأربعاء، الملتقى العلمي الأول حول واقع وآفاق المياه المعلبة بتونس، والذي تضمّن عددا من المداخلات العلمية لأساتذة وخبراء حول خصائص هذه المياه وتركيبتها ومستقبلها والتغيرات التي تطرأ عليها ومنظومة الرقابة على وحداتها وتقييم جودتها.

وبيّن مدير عام مركز بحوث وتكنولوجيا المياه، حكيم القبطني، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن هذا الملتقى يأتي تلبية لحاجة مجتمعية وعلمية حول هذه المنظومة وكيفية اشتغالها خاصة لارتباطها بالمياه الجوفية التي تمثل 75 بالمائة من الموارد المائية بالبلاد.

وأضاف أن أعمال الملتقى تتضمّن عرض آخر البحوث العلمية في المجال، والتأثيرات الحاصلة عليها على ضوء التغيرات المناخية، الى جانب تقديم تشخيص كمي وكيفي لمنظومة استغلال هذه المياه وحوكتمها.

من جهته، تطرّق رئيس مخبر التحلية تثمين المياه الطبيعية بالمركز، حمزة الفيل، إلى أهمية طرح هذا الموضوع بالنظر للاستهلاك المفرط لهذه النوعية من المياه لدى جميع الأوساط منذ سنوات، حيث تعتبر تونس من بين البلدان الأوائل في استهلاك هذه المياه على المستوى العالمي، وذلك بمعدل 275 لترا في السنة، في حين لا يستهلك المواطن الفرنسي على سبيل المقارنة سوى 175 لترا في السنة وفق آخر الإحصائيات.

ويعتبر الفيل أن هذه المنظومة في حاجة للتشخيص والتقييم على ضوء الدراسات والاختبارات المجراة من قبل المخابر ووحدات البحث المختصة، خاصة في علاقة بمكوناتها الفيزيوكيميائية وبمقاييس تعليبها، ومعدلات الملوحة، ونسبة الميكروبلاستيك فيها، فضلا عما يطرحه استغلال وحدات تعليب هذه المياه من استنزاف للمياه الجوفية ذات الجودة العالية.

وفي علاقة بمعالجة أزمة العجز المائي التي تعيشها البلاد، يرى رئيس مخبر التحلية وتثمين المياه الطبيعية أن الحلّ يبدأ من ترشيد الاستهلاك وتقليص نسبة الضياع التي تصل الى حدود 35 بالمائة في علاقة بمياه الشرب، وحوالي 45 بالمائة من المياه المستعملة في المجال الفلاحي.

وركّز المتدخلون على البعد الاقتصادي في عمل هذه المنظومة، الى جانب تقديم ورقات عمل لرؤية ممثلي المجتمع المدني والخبراء المعنيين بهذا الملف ورؤيتهم لتطوير عمل هذه المنظومة بطرق مستدامة، وطرح آليات تغذية الموارد المائية الجوفية في ظل الاستنزاف الحاصل لها منذ سنوات، إلى جانب استشراف السيناريوهات الممكنة في أفق 2050 استنادا إلى النماذج التي عمل عليها المخبر.

كما تضمّنت الورقات البحثية في الملتقى الخصائص الهيدرولوجية للمياه المعدنية بتونس، وتأثير التغيرات المناخية عليها، ومستقبل المياه المعلبة في ظل حوكمة جديدة مرتبطة بالاجهاد المائي، ودراسة تغيرات المياه الجوفية استنادا الى نموذج جغرافي يمثله حوض زغوان، ومحددات الطلب على المياه المعلبة بين الاسر في إقليم تونس الكبرى، والجسيمات البلاستيكية في المياه المعلبة، وتقييم جودة المياه المعلبة وتركيبتها الكيميائية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.