المنبر التونسي (الإستثمار في مشاريع تثمين النفايات) – دعا وزير البيئة، الحبيب عبيد، المستثمرين إلى الإستثمار في مشاريع تثمين النفايات في كامل تراب الجمهورية.
وأكّد أنّ كلفة الإستثمار في المجال، لم تعد تشكل عائقا، في ظل التسهيلات الممنوحة.
وأبدى عبيد، خلال المؤتمر الإقليمي حول « الفلاحة الإيكولوجية: العلم والسياسة »، انتظم، بضاحية قمرت، إستعداد الوزارة إلى قبول جميع المقترحات في الغرض وتسهيل الحصول على تراخيص وإنشاء مشاريع تثمين النفايات بكافة الجهات دون إستثناء.
وأكد الوزير، في هذا الصدد، أهميّة الفلاحة الإيكولوجية لضمان الأمن الغذائي واستحداث نظام زراعي أكثر قدرة على مواجهة تحديات التغيّرات المناخية، وإقامة نظم زراعية مستديمة من شأنها أن تحسّن العائدات وتعمل على تثبيّتها.
وشدد عبيد، على وجوب الإعتماد خلال الفترة القادمة على « النفايات الفلاحيّة أو ما يعرف بالإقتصاد الدائري، بغاية الإقتصاد في الماء والطاقة والإستعداد لفترات الجفاف ».
وأردف القول « تحرص الوزارة على استخراج الطاقة من النفايات، لاسيما، وأن بإمكانها توفير نحو 30 بالمائة من حاجيات البلاد من الطاقة ».
وأفاد الشروع في تركيز محطّة لتثمين النفايات واستخراج الغازات بولاية المهدية، وقريبا سيقع تشغيل محطّة ثانية في ولاية سوسة، مع برمجة محطة في ولاية صفاقس وأخرى نموذجية في جزيرة جربة.
وبيّن أن محطّة جربة ستستقبل، حوالي 6000 طنا من النفايات سنويا، في مرحلة أولى، وستقوم باستخراج الغاز الأخضر، الذي سيستخدم من قبل الوحدات السياحيّة والمساكن، وذلك بالتعاون مع الشركة التونسيّة للكهرباء والغاز.
من جانبها أفادت مديرة قسم المناخ بمرصد الصحراء والساحل، خولة الجاوي، أن مرصد الصحراء والساحل يعمل على توفير الإحاطة التقنية والتعاون بين السياسيين والبحث العلمي، عبر تسهيل تبادل المعلومات وتبسيطها قدر المستطاع، كي يتسنى أن يكون أخذ القرار على الصعيد السياسي متأقلم مع نتائج البحث العلمي، بغاية تعزيز الفلاحة الإيكولوجية والنهوض بها.
وبينت المسؤولة، أن مشروع « ناتايا »، من بين المشاريع الرائدة، التي تعمل على تعزيز الفلاحة الإيكولوجية، باعتبارها الحل الأمثل، حاليا، بالنسبة لبعض المناطق، ومن بين الحلول لمعالجة معضلة التغيّرات المناخية، لاسيما، وأن الفلاحة التقليدية في بعض الأحيان لها حدود في النتائج وبالنسبة للأداء الفلاحي.
وشدّد رئيس مرصد الصحراء والساحل في مصر، سامي أبورجب، بدوره، خلال اللقاء، على أهمية الفلاحة الإيكولوجية، خاصّة، وأنّها تأسس نهجا شاملا قائما على ضمان التوازن البيئي وتحقيق إنتاج مستديم ومتجدد، وهو ليس مجرد خيار بل أصبح ضرورة ملحّة لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية الريفية المتوازنة في المنطقة.
ولفت إلى أن مرصد الصحراء والساحل، يضع مسألة الإدارة المستديمة للمواد الطبيعية والزراعية الذاتية والتكيّف مع التغيّرات المناخية على رأس أولويّاتها، نظرا لأهميّة التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة التحديّات المشتركة، فضلا عن دعم المبادرات الإقليمية الرامية إلى تعزيز الزراعة المستديمة وتحقيق الأمن الغذائي وتطوير السياسة الزراعية أكثر تكاملا وشمولا بما يتماشى مع أهداف التنمية المستديمة.
كما يعد المرصد، منصّة إقليمية متميّزة تعمل على دعم البحث العلمي وتوفير البيانات وتعزيز تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء، مما يساهم في وضع رؤى إستراتيجية قادرة على المعرفة والإبتكار لمجابهة التحديات البيئية والزراعيّة في المنطقة.