“المَسْخ” مسرحية حفل افتتاح أيام قرطاج لفنون العرائس: في الاغتراب عن الذّات والعالم… ماذا بعد كلّ هذه الحروب والدّمار؟

0

المنبر التونسي (افتتاح أيام قرطاج لفنون العرائس) – قدّم المركز الوطني لفنّ العرائس يوم السبت 01 فيفري 2025 وفي إطار افتتاح الدورة السادسة من أيام قرطاج الفنون العرائس المسرحية العرائسية الموجهة للكهول “المسخ” لأسامة الحنايني.

وتابع هذا العمل جمهور غفير غصّت به قاعة المبدعين الشبان.

و”المسخ” هو عمل مقتبس عن الرواية العالمية “التحول”

لفرانتس كافكا الذي يعد من أهمّ كتاب اللغة الألمانية في عصرنا، تتضمن كتاباته عموما استعارات مفخخة، وقد يجد القارئ نفسه معها مجددا بأكثر من تأويل محتمل.

في رواية “التحول” يتحول البطل إلى حشرة عملاقة، وذلك عقب تحولات نفسية وفكرية وجسدية كثيرة تحمل هذا الكائن الى مستويات أخرى من الوعي، فتنطلق رحلة المواجهة مع كل الذي يعيشه من وجع وصدمة، خاصة وأن الحروب والتدمير يحيطان بمكوّنات المشهد من كل مكان.

طوّع المخرج التجربة الروائية العالمية لواقعنا المحلّي المعاش في تفاصيل قليلة، دون أن يتخلى عن البعد العالمي العمل، من خلال الخوض في غربة الإنسان في عالم غير سوي، تحكمه قوانين ظالمة لا تحترم الذات البشرية فتعبث بها وتنكّل بكل من لا ينصاع إلى قانون الغاب.

وعن سبب اقتباس أسامة الحنايني لأولى أعماله الرّكحية عن هذه الرواية، قال في أحد اللقاءات الإعلامية أنه وجد تقاربا في مواضيعها مع ما تعيشه البشرية من اختلال في التّوازن النفسي الفردي والجماعي اليوم وهنا”.

“والمسخ ” هو عمل غير ناطق بأي من اللغات مما يدعّم فيه هذا البعد الكوني في الطّرح.

وتتحرّك العرائس على الركح وفق اختلاجات ووقائع متسارعة ومعقّدة في كثير من الأحيان، فتضع المتقبّل في موضع الحائر والمفكّر في كل ما يحدث من اضطرابات وانكسارات وشعور قاتم يزداد قتامة بتطوّر الأحداث.

وتكشف هذه الأحداث عن وحشية الآلة التي تقتل وتشرّد وتدمّر بوحشية، ويتحوّل الإنسان إلى حشرة مبهمة.

ويصبح الفرد هنا ممزقا بين اختيار العزلة أوالتفاعل مع الآخر.

وعرض “المَسْخْ” الذي يشارك في أدائه كل من أميمة المجادي وخلود الثابت وخلود الناعس وهيثم وناسي  وأسامة الحنايني ومحمد علي الكشطاني وغسان السويسي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.