المنبر التونسي (قيس سعيّد) – أشار رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، خلال إشرافه على اجتماع مجلس الأمن القومي، إلى أن الضغوط التي مُورست كانت شديدة، ومن مصادر متعددة في الداخل والخارج، إلا أن الإرادة في مواصلة معركة التحرير الوطني كانت أشد وأقوى.
وأكد أنه تم التعامل مع كل الأحداث بكثير من التأنّي والصبر، وكان الهاجس الأول هو الحفاظ على السلم الاجتماعي، الذي كان مهددًا بمخاطر كبيرة، إلى جانب الحفاظ على وحدة الدولة ومحاربة المفسدين وفق القانون.
وشدّد رئيس الجمهورية على أن ما تحقق لم يكن ليتم لولا الوعي العميق للشعب التونسي وإدراكه لكل التفاصيل وأدقها، إضافة إلى يقظة القوات المسلحة العسكرية والأمنية، وتفاني المسؤولين الوطنيين الأحرار في أداء واجبهم الوطني.
وفي سياق متصل، أكّد رئيس الجمهورية أن العصابات الإجرامية التي تنشط في عديد المرافق العمومية عبر وكلائها قد آن الأوان لوضع حدّ لها، مشددًا على ضرورة تحميل أي مسؤول المسؤولية الكاملة، مهما كان موقعه، ومهما كانت طبيعة تواطئه أو تقصيره.
وقال في هذا السياق: “يكفي من هذا الانفلات، ويكفي من التهرّب من المسؤولية، ويكفي من التلاعب بالمواطنين وتعطيل أبسط حقوقهم في الخدمات.”
لا استثناء في فرض سيادة القانون
وأشار إلى أن هذا الوضع لم يقتصر على مستوى معين، بل امتدّ حتى إلى البلديات، حيث اضطر شخصيًا للتدخل يوم أول أمس لدعوة أحد الكُتّاب العامين للقيام بعمله، وهو عمل يدخل في صميم مهامه ومسؤولياته، وأضاف أن بعض الجهات مازالت تهيئ نفسها لارتكاب جرائم أخرى بحق الشعب التونسي، مؤكدًا أنه لا بد من فرض سيادة القانون على الجميع، دون استثناء، وعلى قدم المساواة.
كما تطرق رئيس الجمهورية إلى ما شهدته تونس خلال شهر جانفي 2011، حين تدفقت الجماهير إلى ساحة القصبة في اعتصام تاريخي، وأوضح أن هذه الجماهير كانت واعية بأن امتدادات اللوبيات والكارتلات تجد في قصر الحكومة من يخدمها ويحميها، مشددًا على أنه لا يمكن إنكار وجود وطنيين أحرار في مختلف مؤسسات الدولة، ممن دفعوا ثمن إخلاصهم غاليًا، وهناك مَن مازال يدفع هذا الثمن إلى اليوم.
لا مجال بعد اليوم للإفلات من المحاسبة
وشدد رئيس الجمهورية على أن تونس دولة قائمة بمؤسساتها، وأنه لا مجال بعد اليوم للإفلات من المحاسبة أو للإضرار بمصالح الشعب التونسي، مشددًا على أن زمن التسيّب قد ولّى، وأن القانون سيُفرض على الجميع دون تمييز.
وأكد رئيس الجمهورية أن تونس ستواصل معركة التحرير حتى تطهير البلاد من كل المفسدين، وحتى يعمّ العدل بين جميع المواطنين، ويتم تحقيق الأهداف التي استُشهد من أجلها المئات من أبناء الشعب التونسي، وأضاف: “سنواصل إحباط كل المؤامرات والمناورات حتى نبقى أعزّاء، وحتى تبقى الراية التونسية مرفوعة عالية، ولن نفرّط أبدًا في ذرة واحدة من تراب هذا الوطن العزيز، فإما حياة تسرّ الصديق، وإما ممات يغيظ العِدى.”