بيل فورد – الرئيس التنفيذي لمجلس الإدارة لدى شركة فورد موتور كومباني
في هذا الأسبوع، أعلن معهد “إيثيسفير” قائمة العام 2016 للشركات الأكثر أخلاقيّة في العالم، وشركة فورد موتور كومباني هي شركة تصنيع السيارات الوحيدة التي نالت هذا الشرف. وتحتفي هذه الجائزة بالقيام بالأمور الصائبة واتخاذ القرارات الصحيحة كلّ يوم، ويُعتبر هذا الأمر من أُسس تاريخ فورد.
حيث أنّ والد جدي هنري فورد كان يعتقد أنّ وجود الشركة لا يقتصر على تحقيق الأرباح. فكانت تتمحور رؤيته حول تنمية أعماله من خلال خدمة الناس، بما في ذلك العملاء والموظفين والمجتمعات.
وهذه الرؤية الشاملة للشركة، حيث نأخذ بالاعتبار عدّة أطراف معنيّة، اتّضح أنها رؤية ناجحة للغاية ويتجسّد هذا الأمر من خلال التزامنا بتحسين حياة الناس. وشكّلت هذه الرؤية النقطة المحورية لأفكاري على مرّ السنوات، بالإضافة إلى الالتزام بالاستدامة البيئيّة التي أعتبرها التحدّي الطويل الأمد الأكثر أهمية بالنسبة إلى الشركات حول العالم.
عندما بدأت بالتحدّث عن المشاكل البيئية منذ عشرات السنوات، اعتبرني الكثيرون في عالم الأعمال غريب الأطوار أو ساذجاً، بينما شكّك الآخرون بدوافعي وحسن نيّتي. لكن تغيّرت تلك الآراء حين تعاونت شركتنا بشكل كامل مع الناشطين في مجال حماية البيئة لمناقشة المخاوف المشتركة ليس فقط بالنسبة إلى العملاء والأطراف المعنيّة في يومنا هذا، بل في المستقبل أيضاً. وقد تمكّنا من القيام بتقدّم ملحوظ في مجال تصميم وتصنيع مركبات أكثر استدامة، ما أدّى إلى تحقيق نجاحات مستدامة في الأسواق.
وبما أنّ خدمة العملاء والموظفين والمجتمع تأتي في صلب اهتماماتنا، أدّت مقاربتنا الأخلاقيّة حيال الأعمال إلى ترك وقع كبير على أدائنا التجاري. كما كان ذلك عاملاً بارزاً في عمليّة التحوّل والتغيّر التي أجريناها في السنوات الأخيرة.
نظراً للعلاقة بين السلوك الأخلاقيّ والسمعة، يتضاعف التأثير الناجم عن ذلك في السوق. وبالرغم من أنّ السعر، والجودة والملاءمة هي من الدوافع الرئيسيّة ضمن اعتبارات الشراء، أصبح العملاء يرغبون أكثر فأكثر في معرفة ما يمثّله المنتج وقيَم الشركة المصنِّعة.
نرى أنّ هذه النزعة بدأت تحدّد تفضيلات الشراء للعملاء من كافة الأعمار، وبالأخص لدى الشبان. في العام الماضي، بذل 53 في المئة من الأميركيين جهداً لمعرفة المزيد حول الشركة قبل أن يقرّروا التعامل معها، وفق تصويت هاريس بول لسمعة الشركات لسنة 2015. وقرّر أكثر من الثلث عدم التعامل مع الشركات استناداً إلى ما اكتشفوه.
كوننا شركة تصنيع السيارات الوحيدة التي تمّ إدراجها ضمن قائمة الشركات الأكثر أخلاقيّة في العالم في السنوات السبع الماضية، يسرّنا أن نحظى بالتقدير بفضل سمعتنا الطيّبة، في وقت أصبحت فيها الطريقة التي تجري فيها الشركة أعمالها شديدة الأهمّية بقدر المنتجات والخدمات التي تقدّمها.
في عالمنا المترابط من القرن الواحد والعشرين، لم يعد السلوك الأخلاقيّ والمواطنة المؤسسية الجيّدة من الأمور الصائبة فحسب، بل أصبح ذلك مفيداً على صعيد الأعمال أيضاً. فشركات المستقبل الأكثر نجاحاً ستتخلّى عن التفكير القصير الأمد والاهتمامات الشخصيّة الضيّقة لكي تجعل العالم مكاناً أفضل لكافة الأطراف المعنيّة.