كنا في الاتحاد الشعبي الجمهوري قد كشفنا فضيحة اللوالب المنتهية الصلوحية التي وقع استعمالها في عمليات القسطرة لعشرات المرضى. ولم يكن من بد لوزارة الصحة سوى الاعتراف بصحة ما أوردناه دون أن تقوم إلى يوم الناس هذا بدعوة الضحايا لإعلامهم والتثبت من سلامتهم وإحاطتهم علما بالمخاطر التي تتهددهم.
وقد وردت علينا اثر ذلك معلومات موثقة تفيد بوجود شبكة فساد تنشط في مجال اللوالب يتزعمها المدعو م.ب.م الذي تحول إلى وسيط بين الأطباء وصندوق التامين على المرض مستغلا فساد بعض المديرين الجهويين للصندوق للحصول على موافقات فورية بالتكفل بعمليات القسطرة دون إخضاعها للمراقبة الطبية. وذلك مقابل رشاوي نقدية وعينية تتمثل خاصة في سفريات إلى الخارج على حساب مزودي هذه المعدات. وتتم السفريات غالبا على هامش المؤتمرات الطبية لأمراض القلب كما تبينه تذاكر السفر وحركة الخروج والدخول عبر الحدود.
إن تكلفة هذه المعدات تقع فوترتها للصندوق وتتحملها المجموعة الوطنية، بينما يذهب أكثر من ثلثها رشاوي لسلسلة من المتدخلين بدأ بالوسيط المذكور، مرورا بالمصحات والأطباء ومديري الصناديق ووصولا إلى ناظري غرف العمليات. وتكون عمولات المنتفعين إما بالدينار أو بالعملة الأجنبية من خلال بطاقات ائتمان تسلّم لهم بالخارج خلال إقامتهم هناك. و في هذه الأيام تحديدا دعى أحد المزودين الأجانب مجموعة من الأطباء لرحلة بحرية في المتوسط عرفانا لهم بما بذلوه من جهود.
لنا أن نتساءل بعد هذا عن الصعوبات التي يواجهها الصندوق. ولنا أن نستغرب لماذا لم تدرج هذه المعدات ضمن المصنفات التي تحتكر توريدها الصيدلية المركزية. فقد اقترح مرارا أن تتولى الصيدلية المركزية توريد هذه المعدات و يقع كل مرة إجهاض هذا المقترح من قبل لوبيات الفساد.
هذا ما توصلنا له في الاتحاد الشعبي الجمهوري مدعما بالوثائق والأسماء التي سنرفعها إلى نظر القضاء. وإن كنا نستغرب أن يظل بعض المتورطين طلقاء رغم أن فيهم من اعترف على رؤوس الملأ بتورطه، مما يتهدد ثيقتنا في المؤسسة القضائية وجديتها وسرعة تفاعلها مع ما يصل لعلمها. ففي صورة لم تجد هذه المعلومات ردة الفعل الجدية والناجعة فإننا سنضطر لنشر قائمات بأسماء المرضى الذين وقعوا ضحية شبكات الفساد هذه.
د.لطفي المرايحي الأمين العام للاتحاد الشعبي الجمهوري