المنبر التونسي (السلاحف البحرية) – هي دليل على توازن المنظومات البحرية… هي السلحفاة البحرية، التي اجتمعت عدة أطراف وعملت وسهرت على حمايتها والتحسيس بأهميتها والسعي لإقناع المجتمع المدني على ضرورة المحافظة عليها.
من بين سبعة أصناف للسلاحف البحرية في العالم، تضم سواحلنا ثلاثة أنواع وهي السلحفاة ضخمة الرأس والسلحفاة جلدية الظهر والسلحفاة الخضراء.
في هذا الإطار وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسلحفاة، نظمت وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي والصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا والمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار وجمعية أزرقنا الكبير لقاء إعلاميا تحسيسيا لفائدة الصحفيين بمقر المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار بالمنستير.
ألفة الشايب، مختصة وباحثة بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، بينت أن السلحفاة البحرية من دورها المحافظة على توازن المنظومة البحرية، ووجودها بالبحر لهو أكبر دليل على سلامة البحر.
ألفة الشايب قالت أن أعدادا كبيرة من السلاحف على سواحلنا يشهد عدة تهديدات من بينها التلوث بمختلف أنواعه، والعوامل الطبيعية والافتراس والتهيئة الساحلية والتدفق السياحي على مواقع التفقيس والصيد العرضي والاستعمال البشري. فكثيرة هي السلاحف التي تكون حالتها سيئة نتيجة ابتلاعها لخيط الصنارة حتى أنه أحيانا يصعب انتزاعه.
“رغم أنه تم وضع قوانين لمنع بيع وصيد السلحفاة البحرية، ورغم إمضاء تونس لاتفاقيات دولية يجب على تونس احترامها فإن هناك تجاوزات” هذا ما أكدته ألف الشايب.
في هذا الإطار ومن أجل حماية السلاحف البحرية، تم بعث المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار في 2004. وتتمثل مهام المركز في التنقل لأخذ السلحفاة ومداواتها، إضافة إلى القيام بحملات توعية وتحسيس حتى يدرك المواطنين قيمة السلحفاة.
المختصة قدمت أيضا احصائيات عن نفوق السلحفاة وهي 36,1 بالمائة سنويا (أكثر من 100)، في حين 5,9 بالمائة منها يتم حجزها من طرف الصيادين. ويتم سنويا رصد 5000 سلحفاة في بحر قابس.
لا ننسى كذلك تعرض السلحفاة للذبح ورغم أنه ممنوع قانونيا فإن هذا لا يمنع من رصد بعض الحالات.
إن السلحفاة التي تأتي للتبيض بتونس صغارها يعودون إلى نفس المكان بعد 15 سنة. وبالتالي لا بد من توفير المناخ الملائم حتى نضمن عودة السلاحف البحرية من جديد.
من جهتها تطرقت سبا قلوز، المختصة في التنوع البيولوجي بوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي، إلى الحديث عن محاولتها لمتابعة تعشيش السلحفاة ضخمة الرأس بجزيرة قوريا، وذلك بالتنسيق من المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار والمركز الإقليمي للأنشطة للمناطق المتمتعة بحماية خاصة وكلية العلوم بصفاقس، وذلك مند 1997.
“إن التمشي الذي يتم اعتماده هو السعي لحماية المنظومة ككل بما فيها السلحفاة ومآلفها” هذا ما أكدته سبا قلوز، التي أضافت أنه وبالتوازي مع العمل الميداني فقد تم تركيز قانون عدد 49 لسنة 2009 يعنى بالمحميات البحرية والساحلية في تونس.
“جزر قوريا لديها قيمة وطنية كبيرة، وإن كنا قد قمنا بعمل كبير، فإن هناك تحديات كبرى تبقى رهينة بطريقة تعامل المواطنين”.
سفيان محجوب ممثل عن بالصندوق العالمي للطبيعة تحدث عن دور المجتمع المدني وهو يتمثل في 5 نقاط مهمة. أولاها تركيز مشاريع لحماية وإعادة تأهيل السلحفاة، التحسيس والتوعية بأهمية هذه المشاريع من خلال إقناعهم بأهمية المحافظة على التنوع البيولوجي. إضافة إلى ذلك فعلى المواطنين متابعة المشاريع التي تعنى بالمحميات البحرية والتدخل وقت الضرورة. على المواطن أيضا المشارك في الحوارات والنقاشات التي تتعلق بحماية المحميات البحرية.
إن كل هذه الأطراف التي تعمل من أجل حماية السلحفاة البحرية، تعمل أيضا بالتعاون مع المجتمع المدني، وهنا برزت جمعية أزرقنا والتي اكتسبت صدى واسعا من خلال ما تقوم به من نشاطات. حامد ملاط عضو بالجمعية ومهتم بمتابعة التنوع البيولوجي. تحدث عن أنواع السلحفاة التي يتم رصدها في بحارنا، وعن محاولتها تتبع السلحفاة التي تخرج للتبيض وذلك من خلال متابعتها ليلا ومراقبتها، مضيفا أن الجمعية قامت سنة 2016 بإنقاذ 21 سلحفاة.
كما أعطى أمثلة لسلاحف بحرية كانت حالتها سيئة وتحسنت بعد العناية بها، وتم إرجاعها للبحر بعد أن يتم ترقيمها حتى يتم التعرف عليها في حال عودتها بعد سنوات.
كما تم بالمناسبة إطلاق سلحفاة ضخمة الرأس بعد أن تمت مداواتها وأصبحت في حالة جيدة، السلحفاة أعطوها اسمالبوراق نسبة لاسم قارب البحار الذي قام بجلبها للمركز.
أسماء بن قارقة المكلفة بالاتصال بوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي فقد تحدث عن الدور الكبير للإعلاميين في محاولة التحسيس بضرورة المحافظة على السلاحف البحرية، مضيفة أن عمل الوكالة يتم بالتنسيق والشراكة مع الجمعيات التي تلعب دورا هاما.