المنبر التونسي (مسالك السياحة البيئية) – تمنح مسالك السياحة البيئية، التي تم احداثها في الحدائق الوطنية ببوهدمة (سيدي بوزيد)، وجبيل (قبلي)، وغدومس (توزر)، لزوارها إمكانية تقفي أثر الغزلان ومشاهدة قطيع المها والتمتع بمشاهدة ثروة حيوانية ونباتية لا مثيل لها.
كما تتيح المسالك الجديدة، لعشاق الطبيعة، فرصة الولوج الى لوحات طبيعية رائعة تمزج بين المساحات الخضراء والمناطق الصحراوية القاحلة مرورا بمناطق شبيهة بالسفانا الافريقية.
ويندرج احداث هذه المسالك في اطار مشروع السياحة الايكولوجية والمحافظة على التنوع البيولوجي بتونس، الذي يتواصل انجازه خلال الفترة 2016 /2018، وذلك بالتعاون بين وزارة البيئة والادارة العامة للغابات والديوان الوطني للسياحة باعتمادات تقدر ب20ر4 مليون دينار، حسب ما اكده منسق المشروع مصطفى العروي.
وأضاف العروي أن "الهدف المنشود يتمثل في تمكين الزوار من التعرف على تنوع المنظومة البيئية بهذه الحدائق، وتثمين الامكانيات البيئة بها، فضلا عن الاستجابة لطلبات السياح المولعين بزيارة المواقع الطبيعية التي يستوطن بها الحيوان.
هذا المشروع قد وفر تمويلات لفائدة 215 مشروعا صغيرا انتفع بها عدد من سكان التجمعات السكانية المحاذية للحدائق، بهدف المصالحة بين الحدائق الوطنية والسكان.
وفي الحديقة الوطنية ببوهدمة، الواقعة بين ولايتي قفصة وسيدي بوزيد، يعيش قطيع المها، ذو الجمال الأخاذ والعينان البيضاوان وسط غابات الطلح.
يتجمع طيلة النهار ليستظل بشجرة الطلح بمحاذاة المسلك السياحي محدقا صوب اي سيارة تقل زوارا جدد للحديقة.
أما الغزال، فيهرب بمجرد سماع صوت سيارة قادمة، مستعرضا رشاقته، يقوده الخوف من الوقوع فريسة أي خطر يتربص به، في حين يبدو النعام من بين أشد الحيوانات تطفلا على الزوار والحراس، حيث يهم بالاقتراب من منازل حراس الحديقة بحثا عن الطعام غير عابئ بأي خطر ولايبدي خوفا من عدسات تصوير الزوار.
ويوجد بحديقة بوهدمة، التي تعد آخر مناطق السافانا في شمال أفريقيا، أنواع مختلفة من الطيور والجوارح والحشرات والقوارض، وقد خصصت الادارة العامة للغابات داخل الحديقة فضاءات للعناية بالتيس الأطلسي ولرعاية صغار الغزلان عند ولادتها.
كما تمثل الكوبرا المصرية، التي يطلق عليها السكان المحليون اسم "بوفطيرة"، احدى أخطر الزواحف بالحديقة، الى جانب العقارب.
وتشكل عين الشرشارة المزدانة بكساء أخضر من القصب، فضاءا مميزا يستطاب زيارته.
وتوجد في سفح جبل بوهدمة، وتمثل أعلى نقاط المسلك السياحي البيئي بالحديقة.
ويشهد عدد زوار الحديقة تزايدا هاما، وهم اساسا من التونسيين حسب ما اكده المهندس بالادارة العامة للغابات، يوسف بن علي.
وبين بن علي، ان العديد من السياح يرغبون في زيارة الحديقة غير ان الزامية حصولهم على ترخيص مسبق، كما تنص على ذلك مجلة الغابات، يحول دون تحقيق رغبتهم.
فمجلة الغابات تقيد، على حد قوله، عدد الزيارات وتفرض الحصول على ترخيص مسبق لزيارة هذه المحمية الطبيعية بالاضافة الى دفع معلوم مالي.