المنبر التونسي (احتراق الغابات) – تؤكّد دائرة الغابات بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية في جندوبة أن المساحة الجملية التي تعرّضت للحرق تجاوزت 400 هكتار وما هو لافت أن عددا من مناطق هذه المساحة المحترقة لم تشهد في أوقات سابقة ولأكثر من نصف قرن حرائق مماثلة ومتواترة على ذلك الشّكل إضافة إلى أن الغابات التي طالتها الحرائق تمثّل مخزونا حقيقيا لعدة أنواع من الأشجار والحيوانات وأن تجديدها يتطلب نحو خمسين سنة من الانتظار
لكن في مقال اليوم سنطرح القضية من منظار آخر لعلّه يهوّن على التونسي هول المصيبة التي حلّت بغابات الشمال الغربي
الجميع يعلم أن الحرائق ما هي إلا مصائب، ولكن من الغريب أن يكون هناك فوائد ومنافع من احتراق الغابات، دعونا نُعرِّفكم ونعرض عليكم الفائدة المرجوة من مثل هذه الحرائق في مقالنا حول حرائق الغابات.
لماذا حرائق الغابات هامة ومفيدة ؟!
تمثل الغابات رئة العالم الحقيقية، فهي التي تزوّد الأرض بالكمية الأكبر من الأوكسجين بينما تخلّصه من كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر المسؤول المباشر عن تفاقم الاحتباس الحراري.
تكمن أهمية حرائق الغابات في أنها تساهم في إيجاد غابات وأشجار أخرى من الغابات التى احترقت. ويرجع السبب في نشأة أشجار وغابات أخرى لانطلاق الملايين من البذور التي يحملها الهواء الساخن بفعل النيران والتي بدورها تقوم بتشكيل غابات جديدة في مساحات جديدة، وبهذا تنشأ حياة جديدة مع أماكن نمو الأشجار.
كيف تنجو البذور من الحرائق ؟
أشجار الغابات عادةً ما تختلف بذورها عن الأشجار التي اعتدنا على مشاهدتها في الحدائق وذلك لتحاكي البيئة التي تعايشها، “النوع الأول” حيث أنها تضم حاويات بذور تتفتّح باستمرار لتتساقط البذور على الأرض، وبهذا تنمو أشجار جديدة بمحيط الشجرة الأم.
وهناك أيضًا “النوع الثاني” حاويات بذور مخصصة لحماية هذه البذور من الظروف الطبيعية مثل المطر والريح، ولكنّها تتفتّح فقط عند الحرارة المرتفعة مثل التي تسببها الحرائق، لذلك عند حصول الحريق تطلِق بذورها لتتطاير في الجو قبل أن تصلها النيران.
وهذا الفيديو يوضح كيفية احتراق الغابات وتكوين غابات جديدة من بذور الأشجار:
