المنبر التونسي (افتتاح الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر) – تحوّلت مدينة الثقافة الشاذلي القليبي إلى رواق فني شاسع احتضن الأعمال الفنية المعاصرة المؤثثة للدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر، وهي أعمال مبتكرة ومتنوعة في مجالات الرسم والحفر والتصوير الفوتوغرافي والنحت وفن الأداء وفن الفيديو والتنصيبات وحتى في مجال تصميم الأزياء.
وشهد حفل افتتاح الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر، مساء امس الجمعة، (26 – 30 ماي 2023) حضور رئيس ديوان وزارة الشؤون الثقافية الأسعد سعيد ووكيل وزارة الثقافة الفلسطينية جاد الغزّاوي الذي تحلّ بلاده فلسطين ضيف شرف هذه الدورة، إلى جانب عدد من سفراء الدول الصديقة المشاركة في هذه التظاهرة، وكذلك عدد كبير من الفنانين التشكيليين من تونس ومن 22 بلدا.
وتجوّل الأسعد سعيد مرفقا بضيوف تونس من الفنانين في مختلف الأجنحة المكوّنة لهذه التظاهرة وهي جناح وزارة الشؤون الثقافية ممثلا بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر وجناح دولة فلسطين ضيف الشرف والجناح الوطني التونسي والجناح الدولي وجناح أروقة الفنون الوطنية والدولية، إلى جانب جناح الهواء الطلق الذي احتضن عروضا بتقنية المابينغ وعرض للأزياء المعاصرة.
واطّلع رئيس الديوان على مختلف مكونات الأجنحة من أعمال في الرسم بتقنيات مختلفة كالرسم الزيتي المعاصر والأكريليك والرسم على القماش واللصق وغيرها، إلى جانب أعمال المنحوتات والتنصيبات والحفر والتصوير الفوتوغرافي وفن الأداء وتصميم الأزياء.
وقال الأسعد سعيد في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء « وات » إن وزارة الشؤون الثقافية حرصت على تنظيم تظاهرة أيام قرطاج للفن المعاصر حيث يلتقي خلالها فنانون من العالم، وهي تأكيد على تونس حاضنة للإبداع وقبلة للفنانين للتحاور والاطلاع على تجارب بعضهم البعض، فضلا عن تمكين طلبة الفنون للاطلاع على تجارب عالمية مختلفة.
وتحدّث عن ثراء هذه الدورة من حيث عدد المشاركات وكذلك من حيث جودة الأعمال الفنية المعروضة. كما أكد على ثراء مجال الفن التشكيلي في تونس بداية من « مدرسة تونس » وصولا إلى الأجيال الجديدة، مشيرا أن تونس متميّزة في هذا المجال وهو ما يتجلّى في ثراء الرصيد الوطني للفنون التشكيلية من مختلف المحامل.
وذكر أن هذه التظاهرة تعدّ أيضا مناسبة سنوية للتفكير في المدارس والتجارب الفنية التونسية والعالمية من أجل تحقيق التنوع الثقافي وإثرائه.
ومن جهته أكد وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية جاد الغزاوي، في تصريح لـ (وات) أن فلسطين حرصت على الحضور في هذه الدورة بأعمال من قطاع غزة حتى نوجّه رسالة للعالم أن غزّة مازالت تزخر بقيم الجمال والحياة والفن لتقدّمه للعالم رغم الحصار والقتل والدمار.
وقال الغزاوي في التصريح ذاته، إن استضافة فلسطين لتونس قبل ثمانية أشهر في معرض فلسطين الدولي للكتاب واستضافة تونس لفلسطين في المناسبات الثقافية تؤكد صدق العلاقة والمحبة ما بين الشعبين الشقيقيْن والتعاون المثمر والمستمر بين البلديْن.
وتولّى ممثّل عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم « الألكسو »، بهذه المناسبة، منح شهادة تكريم لمدرسة تونس للفنون البصرية تسلّمتها مديرة هذه الدورة سميرة تركي ترجمان.
واستقطب حفل الافتتاح عددا كبيرا من الفنانين التشكيليين الذي تجوّلوا بين أروقة الأجنحة وتعرّفوا على أهم الخصائص الفنية المميّزة للفن المعاصر الذي لم يعد حكرا على الفن التشكيلي فحسب بل يتعدّى ذلك ليشمل بقية الفنون أيضا كتصميم الأزياء وتقنيات الفيديو وتصميم الأزياء وفن الأداء.
وتسجل الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر، التي تُقام تحت شعار « الفن، طريق »، حضور 250 فنانا من 23 بلدا، وتنظيم ثلاث ندوات ستهتم بمحاور « التصرّف الجماعي في حق التتبع »، ستقام بالتعاون مع المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، و »مدرسة تونس: المسارات والأثر » و »مفهوم الفردانية في الفن المعاصر ».