المنبر التونسي (تواتر حالات العنف بالوسط المدرسي) – تواترت في الفترة الأخيرة الاعتداءات العنيفة داخل المؤسسات التربوية التي يكون التلاميذ هم من يرتكبونها سواء ضد الاطار التربوي أو ضد أقرانهم، ما حدا بوزارة التربية الى إعلان خطّة لمجابهة ظاهرة العنف المدرسي في مسعى من أجل تطويقها.
ولوقف نزيف العنف بالوسط المدرسي الذي استشرى ليرتقي إلى مستوى « الظاهرة »، سارعت وزارة التربية إلى وضع خطة تضمن التصدي له وتنصّ في أحد بنودها على استثمار كل مادة تربوية تعليمية معرفية قيمية توظف التعليم والتعلم في مجابهة العنف وتجذير المتعلّم بقيم الانتماء إلى الوطن والمؤسسة التربوية.
وكلّفت الوزارة بمقتضى هذه الخطّة، كل مندوبية جهوية للتربية بإعداد مخطط مرحلي جهوي لتنفيذ مشاريعها التربوية في مجابهة العنف المدرسي. ويبين هذا المخطط طبيعة المهام وأهدافها ومضاميها والأطراف المتدخلة مع مرونة التنفيذ.
وتتضمن الخطة دعوة الوزارات التي لها علاقة بالشأن التربوي الى الانخراط في التمشي الذي انتهجته وزارة التربية من أجل إرساء برنامج وطني لمجابهة العنف في الوسط المدرسي.
ومن أهم العناصر التي ستشتغل عليها الوزارة وفق هذه الخطة، إعادة النظر في مفاهيم مفصلية تخص تسيير المرفق التربوي العمومي وهي طبيعة الحياة المدرسية ونوعية الخدمات المدرسية والأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية داخل المؤسسة التربوية إلى جانب استثمار الطاقات الإبداعية والتفكيرية والبدنية لدى جميع الفاعلين التربويين وفي مقدمتهم الناشئة.
كما نصّت على تشجيع منابر الحوار والإنتاج التلمذي الحر بتأطير من المربين وبحضور المختصين النفسانيين الراجعين بالنظر إلى المندوبيات الجهوية للتربية متى اقتضى الأمر لمرافقة بعض التلاميذ من ذوي الجنوح والسلوك العنيف.
وتفيد معطيات وزارة التربية (إحصائيات الوزارة إلى حدود أكتوبر 2022) أن الوسط المدرسي يسجّل سنويا بين 13 ألفا و 21 ألف حالة عنف خاصة منها المدارس الإعدادية والمعاهد، مقدرة بأن هذه النسبة تتراوح بين 1.7 و2 بالمائة وهي دون المعدلات العالمية للعنف في الوسط المدرسي.
وشهدت عدة مؤسسات تربوية بعدد من ولايات الجمهورية في الآونة الأخيرة عدة أحداث عنف ارتكبها تلاميذ ضدّ مربيهم إما داخل الفصل أو في ساحة المؤسسة، بعضها تم فيه استعمال « الأسلحة البيضاء » (كالسكين أو السيف أو الساطور…).
وترى الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والاعلام، أن العنف في الاطار المدرسي وخارجه تحوّل الى موجة غير مسبوقة، مضيفة، أن الاعتداءات بالعنف طالت التلاميذ والمدرّسين على حد السواء.
وقالت الجمعية التي تنشط منذ سنة 2019 في مجالات الدفاع عن حقوق الإنسان والإعلام والتربية أن السنة الدراسية الحالية، شهدت عشرين اعتداء ضد الاطار التربوي تورط فيها أولياء و تلاميذ وتسببت في تعطيل للدروس. كما رصدت الجمعية تهديدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في « غياب قانون رادع يعيد للمربين هيبتهم واعتبارهم » وفق بيان نشرته أول أمس السبت.