المنبر التونسي – عن دار ” آفاق للنشر” صدرت قبل أيام للكاتب الكبير حسونة المصباحي روايته الأخيرة ” أشواك وياسمين ” التي عرضت على رفوف جناح Perspectives Edition في معرض تونس الدولي للكتاب ـ دورة 31 .
في هذه الرواية التي تقع في 402 صفحة من الحجم المتوسط ، يستدعي حسونة المصباحي صفحات أثيرة من حياته الخاصة وأخرى من تاريخ تونس البعيد والقريب ل” يرويها ” على طريقته ويستعير منها ما يعتقد أنه يتماهى مع ” ثورة الياسمين ” وغيرها من حركات التمرد والمقاومة التي عاشتها بلادنا في مراحل مختلفة من تاريخها وطبعت ذاكرة المواطن التونسي ووعيه الباطن بكل تلاوين الزهو تارة ، والإنكسار تارة أخرى .
مقاربة أبداعية يريد الكاتب من خلاها أن يحملنا على تقبل فكرة أن تاريخ الشعوب ، بشكل أو بآخر ، يعيد نفسه لا محالة ما دامت دواعي الفتن والفساد ونسخ الإستبداد من ناحية وكذلك النزوع الدائم للتحدي والتغييروالثورة من ناحية أخرى ، هي أيضا قائمة ومتجددة عبر كل مراحل التاريخ …
وهي تتجاهل قوانين السرد التقليدي وتقنياته التي طالما عهدناها في الرواية العربية المعاصرة ، بحثا عن عوالم بكر … تعمد أشواك وياسمين ” عن قصدية جلية ، إلى التلاعب بعنصر الزمن وإلغاء الفواصل الزمنية البينية وتوحيد الذاتي والموضوعي بحيث لا وجود لواقع فعلي زمكاني خارج تصور الكاتب ورؤيته للحياة السياسية التي نعيش تفاصيلها الآن أو تلك التي مضت ولم نعد نحياها ألا ثقافيا ، وكأن جيلنا وحده هو من يصنع أحداثها ويحدد مسارها …
هاتان الخاصيتان ـ إلى جانب موضوعات أخرى تناولها الكاتب عرضيا ـ هما أهم قيمة وميزة فنية أثارتهما رواية حسونة المصباحي المعروضة الآن في المكتبات .