سأل التلميذ المربي الذي يشرف على إمتحان مناظرة الدخول إلى «النموذجي»، داخل القاعة، إن كان «معلما» أو «أستاذا» ؟ وعندما وجد التلميذ تجاوبا من المربي مع «حب إطلاعه» بعدما أجابه بأنه أستاذ تربية بدنية واصل إستفساراته البريئة له عن سبب قبوله القيام بهذه «المهمة» عوضا عن «المعلم» وإن كان هذا «التعويض» مجانا أو «خالص الأجر»..؟!
وغير ذلك من الإستفسارات والأسئلة الأخرى، التي كانت تؤرق ذهنه «الصغير» علاوة على ما كان يشغله، يومها، من أسئلة الإختبار الدراسي على ورقة الإمتحان والتي يتوجب عليه إيجاد أجوبتها المناسبة !
والحقيقة، أن هذا التلميذ ليس إلا نموذجا يكشف حالة أذهان تلاميذ السادسة أساسي التي «حملت» أكثر من طاقتها بكثير وهي تتوجه لإجتياز مناظرة الدخول للمدارس الإعدادية النموذجية بسبب حالة «الشد والجذب» التي عاشوها خلال فترة ليست بالقصيرة بين وزارة التربية والمعلمين، من خلال نقابتهم، قبل المناظرة وألقت بظلالها على المدرسة، من دون أدنى شك، أثناء إجراء الإمتحانات.
يبدو من الثانوي هنا، تحديد من هو المسؤول؟
أو البحث في أسئلة تجاوزها الزمن، بالمعنى «الكرونولوجي» لتواتر الأحداث، عن المخطئ والمصيب بين وزارة التربية ونقابة التعليم الإبتدائي؟
أومن كان على حق وصحيح ووجيه في موقفه مقارنة بالآخر؟!
فقد « تعددت الأسباب والموت واحد »، مثلما يقول المثل، وغياب «المعلم» عن إمتحانات الإلتحاق بالمدارس النموذجية مع كل «ملابسات» و«تخريجات» و«وقائع» مرور تلامذة السادسة أساسي للمدارس الإعدادية، التي عشناها هذه السنة، أرقت التلاميذ وضربت في العمق «الإحتفالية» الإجتماعية التي يعيشونها صحبة عائلاتهم الخاصة والتربوية ويعيشها، أيضا، كل التونسيين مع «السيزيام» منذ اشكالها القديمة قبل عشرات السنين و«التجريبي الأول والثاني»..، وصولا إلى شكلها الحالي.
« السيزيام »، التي يخصص لأجلها منذ بداية العام الدراسي «جهدا» ماديا ومعنويا ونفسيا وتربويا خاصا، مثلت ولا تزال «عرسا» لدى العائلة التونسية. ولكن هذه السنة غابت عن “العرس” بعض شروطه الأساسية وفقد «نواميسه»، التقليدية المعهودة، فلم نعرفه !
وأي كان من هو «الحكيم» قد أضحت الرغبة في معرفته مثل «اللعب في الوقت الضائع»، الوزارة ؟ أو النقابة ؟ إن النتيجة واحدة وهي ضياع «الحكمة»، في مكان ما..، وإلا لما « أرقنا » التلاميذ وأثقلنا كاهلهم، أفسدنا «عرس السيزيام» وحرمنا التونسيين من «إحتفالية» إجتماعية شعبية سنوية متوارثة !!
جريدة “الصحافة اليوم” 23 جوان 2015